السيد محمد الطالقاني ||
عندما وقعت الغيبة الكبرى ، وابتلى الشيعة بغيبة أمامهم المهدي عليه السلام ، ولم يتمكنوا من الوصول إليه ظاهراً، ولئلا ينفرط عقد اجتماعهم ، وتضيع هويتهم وثقافتهم الموروثة عن أئمتهم عليهم السلام , ويستولى عليهم الاحباط ، نصب الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف, نوابا عامين من خلال توقيعه المبارك : وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم .
وهولاء هم العلماء الأتقياء , نصبهم الإمام أرواحنا لمقدمه الفداء مرجعا للشيعة من أجل حل مشاكلهم ، وتعليمهم أحكام الشرع المبين ، وحكاماً يقضون بينهم ، وعلماء يستفيدون من علومهم ،ومرجعا في الحوادث التي تتجدد على مر الزمان ، وبهم حفظ كيان الشيعة .
وقد قامت المرجعية الدينية بالمهمة التي ألقاها حجة الله عليها خير قيام , واثبتت على طول التاريخ دورها القيادي في كل الأزمات والعقبات التي كانت تواجه الأمة في كل عصر .
وفي عصرنا الحالي تجلت المرجعية الدينية العليا في اروع صور القيادة والزعامة الدينية والسياسية ,وفي مختلف الادوار, في الفتوى والقضاء والولاية, بقيادة الامام السيستاني أطال الله عمره الشريف, التي يعتبر رجل السلام وصمام الامان للعالم الإسلامي من خلال حضوره الفاعل في كل قضايا الأمة الإسلامية, ودوره الكبير في حفظ استقرار المجتمع عبر تحقيق الانسجام والتعايش, وثقله السياسي ودوره في ترشيد العملية السياسية , وتصحيح المسارات وتقديم النصح للقادة السياسيين والاجتماعيين , للوصول إلى إتخاذ القرارات الصحيحة على المستوى الداخلي والخارجي .
وقد قاد المرجع الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) عملية تحرير العراق من الدواعش, عندما حسم ساعة الصفر للمواجهة مع الغزو الداعشي باصداره فتوى الوجوب الكفائي وتاسيسه جيشا عقائديا خلال ثمان واربعون ساعة تصدى لهذا الغزو واوقف زحفه نحو المدن المقدسة بظرف زمني خارج عن مستوى القياسات العسكرية ولولاه لكان العراق في خبر كان.
وهكذا تبقى كلمة المرجع الاعلى اطال الله في عمره هي الكلمة الفصل في كل المواقف السياسية والاجتماعية, رغم أنف الحاقدين والانتهازيين, من خلال دوره القيادي في كل الأزمات والعقبات التي تواجه البلاد.
https://telegram.me/buratha