سعد الزبيدي ||
ربما يظن البعض أن هذه الانتخابات كانت الأنزه منذ أول انتخابات لكن أنا متيقن أن جميع الأحزاب المشاركة التي أخفقت في حصد ما كانت تتأمله من مقاعد ستعترض على النتيجة وستطعن في نزاهة الانتخابات هذا من جانب ومن جانب آخر ستشكل نسبة المشاركة المتدنية دليلا قاطعا على مدى الاحباط الذي يشعر به المواطن وعدم الثقة بالمنظومة السياسية ومن الغريب أنك ستجد من يتأفف وهو نادم على مشاركته في التصويت ويعظ اصبع الندامة ويقسم بأنه سيفضل أن يقطع أصبعه على أن يضعه في الحبر البنفسجي.
أيها الشعب يا من فضلتم التقاعس والتهاون وجبنتم عن تلبية صوت المرجعية ونصحها لكم بضرورة المشاركة واختيار الأصلح والأجدر.
سيحل الشتاء عما قريب وتطفح المجاري وتتحول الشوارع إالى أهوار أو أنهار من طين وسيجلس طفلك على الارض في مدارس متهالكة بلا ادنى خدمات لا مرافق صحبة ولا ماء ولا كهرباء وبعدها ستشوى بصيف العراق الملتهب وأنت تضرب أسداسا بأخماس تبحث عن فرصة عمل وأنت جالس على قارعة الطريق تفكر في لقمة عيش لأولادك.
ستعاني من بيروقراطية الدولة وتكملة المعاملات برشوة تدفعها وأنت ممنون سينضم ولدك إلى طوابير عن العمل يحلم بالتعيين.
القادم سيء بل سيء جدا.
عجبي على من يسكن العشوائيات ويعيش على المزابل ويعمل بيع علب المشروبات الغازية أن يذهب فينتخب أسماء عاثت في الأرض فسادا.
يا من تقاعست ولم تصوت ويامن صوت لمن أوصلت تذكر كلامي جيدا.
لا تشمت بعد هذا أي حكومة تفرزها العملية السياسية القادمة ولا تتضجور لأنك عما قريب ستكفر وتعيش المأساة أربع سنين أخر.
من كان يدعو الناس للتظاهر ويحارب من خلف جهاز الهاتف الموبايل ويحرض الآخرين على التغيير وحينما جاءت فرصة التغيير لم بكلف نفسه وفضل الراحة والاسترخاء وربما النوم لأن الحكومة وفرت له الكهرباء وأصابته بالخدور الجيوش الألكترونية التي كانت تدعو للمانعة وتأتمر بأمر جهات حشدت جماهيرها للمشاركة بالتصويت.
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكن في العراق مستعدين أن نلدغ ألف مرة من نفس الجحر فأين عقولكم يا أولوا الألباب؟!
قد يظن البعض أني متشائم لست متشائما فقط بل أنني محبط والفوضى قادمة لا محالة.
من سار في القطيع أو من باع صوته وخان العراق وضميره عليه أن يستعد لما سيحل به
ولات ساعة مندم.
*الكاتب المحلل السياسي.
https://telegram.me/buratha