قاسم العجرش ||
منذ تشرين 2019، وهم في حيرة من أمرهم، وقبلها في انتخابات 2018، كانت هنالك دلائل أن المرجعية غير راضية عن الطبقة السياسية المتصدية، حتى إن منبرها في كربلاء، لم يشجع الناس آنذاك على المشاركة في الانتخابات..
بل سمعنا في ١٧-شعبان-١٤٣٩ه ـما يمكن تفسيره؛ أنه حث على عدم المشاركة، حينما قالت” إن المشاركة في هذه الانتخابات حق لكل مواطن تتوفر فيه الشروط القانونية، وليس هناك ما يُلزمه بممارسة هذا الحق إلا ما يقتنع هو به من مقتضيات المصلحة العليا لشعبه وبلده، نعم ينبغي أن يلتفت إلى أن تخليه عن ممارسة حقه الانتخابي يمنح فرصة إضافية للآخرين في فوز منتخبيهم بالمقاعد البرلمانية وقد يكونون بعيدين جداً عن تطلعاته لأهله ووطنه، ولكن في النهاية يبقى قرار المشاركة أو عدمها متروكاً له وحده وهو مسؤول عنه على كل تقدير، فينبغي أن يتخذه عن وعي تام وحرصٍ بالغٍ على مصالح البلد ومستقبل أبنائه.”
هذه المرة وبعد أن تكشف حجم المؤامرة على مستقبل العراق ووجوده، تغير الخطاب المرجعي، فكان قرارها أن تكون لدينا انتخابات بمشاركة واسعة، فقالت في بيانها الشهير في (21/صفر/1443هـ) ٢٩-٩-٢٠٢١؛” إن المرجعية الدينية العليا تشجّع الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات القادمة، فإنها وإن كانت لا تخلو من بعض النواقص، ولكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل يُرجى أن يكون أفضل مما مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي.”
وحددت المرجعية في بيانها مواصفات النائب الذي يتعين انتخابه، إذ قال لهم مرجعهم: انتخبوا النزيه الكفوء ولا تجلبوا من لم يجلب الخير للبلاد والعباد.
فقالو؛ اُدع لنا ربك يبين كيف هو ؟
قال؛ انتخبوا شخصا مؤتمنا لم يهدر المال العام وتثقون بسيرته
قالوا؛ اُدع لنا ربك يبين ما لونه؟
قال شخص ذو مبادئ وقيم غير مرتبط بأجندات خارجية.
قالوا؛ اُدع لنا ربك يبين ماهو إن المرشحين تشابهوا علينا.
قال؛ إنه مرشح لم يتسنم مناصب تنفيذية في الدورات الفاشلة السابقة وليس من الذين بددوا المال العام ولا يستخدم اسمي أو اسم من تحبون للحصول على أصواتكم.
قالوا؛ وإذا لم نجد مرشحا بهذه الصفات؟
قال حسنا إذا لم تجدوا لا تنتخبوا لكم هذا الحق .. الأهم أن (لا تجفصوا ) وتنتخبوا الفاسدين!
ثم قست قلوبهم عند صندوق الاقتراع وحَنَّتْ على أولاد عشيرتهم أو حزبهم فانتخبوهم، فخروا راكعين لعجل سامريهم..وما الله بغافل عما يفعلون.
ما قبل بيان المرجعية وبعده؛ لم نرَ اَي تغيير بتوجهات السامريين، تنفسوا الصُعَداء ومضوا لعجولهم عاكفين..
لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل – والقذة بالقذة لا تُخطؤون طريقهم – ولا يخطى شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع – حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه.
هذه المرة خالفوا حتى بني إسرائيل فبعد التي واللُّتيا من الأسئلة المفصلة وبعد أن صَعَّبُوا الامر على أنفسهم كانت النتيجة أنهم ذبحوا بقرة .. وانتهى الأمر
كلام قبل السلام: لا أجد بصيص أمل؛ أن البقرة سوف تُذبح في العراق..ستنقضي أربع سنوات أخرى من المعاناة والحرمان، وسنرجع مرة أخرى نعيد الأسئلة ذاتها..!
سلام
https://telegram.me/buratha