مهدي المولى ||
نعم ان الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لكل من يريد التغيير والتجديد والقضاء على الفساد والفاسدين والإرهاب والإرهابيين كما إنه الوسيلة الوحيدة لبناء عراق حر يحكمه الشعب أي الدستور والمؤسسات الدستورية والقانون والمؤسسات القانونية ويبعد عنه حكم العبودية أي حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة ويحمي العراق من التقسيم والعراقيين من الصراعات العشائرية والطائفية والعنصرية.
لا شك ان الانتخابات ليست سهلة تحتاج الى شعب ديمقراطي الى ساسة ديمقراطيين متخلقين بقيم وأخلاق الديمقراطية وهذا غير متوفر لا بالنسبة لشعبنا ولا بالنسبة للطبقة السياسية بل لا تزال قيم وأخلاق الدكتاتورية والعبودية هي الغالبة السائدة.
فأعراف وتقاليد العشائرية المتخلفة وشيوخها ثابتة وراسخة في العقول ومحتلة لها والمعروف ان أعراف العشيرة وتقاليدها وشيوخها معادية للديمقراطية للحياة الحرة للإنسان للتعددية الفكرية والسياسية فالعشائرية مبنية على العبودية إذا قال صدام قال العراق من الطبيعي نرى الطغاة المجرمين والفاسدين اللصوص يؤيدون أعراف العشيرة وشيوخها كي يغطوا جرائمهم وموبقاتهم ويحققوا ما يرغبون من انتهاك للحرمات وسرقة أموال الناس وفي نفس الوقت يجعلوها دروعا وسيوفا لحمايتهم والدفاع عنهم وهذا ما شاهدناه في حكم الطاغية معاوية والطاغية صدام وما نشاهده في حكم آل سعود وغيرهم الكثير من طغاة التاريخ.
فأعراف العشيرة وعادتها وتقاليدها تشجع على الصراعات المختلفة بين أبناء البلد الواحد وخضوع شيوخ العشائر للحكام الطغاة من أجل المكرمات التي يقدمها لهم مقابل شراء تأييدهم له او على الأقل سكوتهم وصمتهم.
لا شك ان العراقيين تحرروا من بيعة العبودية في 9-4 - 2003 التي فرضها الطاغية معاوية على العراق والعراقيين بعد احتلاله للعراق كان المفروض ان تستلم الحكم طبقة سياسية مؤمنة بقيم وأخلاق الديمقراطية لكن أثبت إنهم لصوص وفاسدين فحاولوا التغطية على ما يسرقون وما يفسدون فتخلقوا بقيم وعادات العشائرية وشيوخها وتحولت الحكومة والبرلمان العراقي ورئاسة الجمهورية والوزارات ودوائر الدولة الى مضايف عشائرية أما الدستور والقانون فركنا جانبا حتى أكلهما التراب هل تصدقون ان احد القضاة جعل من بيته مضيف ويحكم وفق الأعراف العشائرية بل حتى الخصومات والاختلافات والمشاجرات التي تحدث بين أعضاء البرلمان الحكومة تحل عشائريا وليس وفق القانون.
من الطبيعي ان الانتخابات تأتي وفق القيم والعادات العشائريةأي وفق رغبة الفاسدين واللصوص والخونة والعملاء لكن مع ذلك نعتبر ذلك وسيلة لتطور الشعب وترفع مستواه الى مستوى الديمقراطية.
المشكلة الصعبة التي نواجهها هي عدم وجود سياسيين ولو نصف عدد الطبقة السياسية ولو ربعها يتخلقون بأخلاق وقيم الديمقراطية بل لا يوجد ولا واحد حتى لو وجد واحد او اثنين فهؤلاء بمرور الزمن يتحولون الى القيم العشائرية.
فالذي يتخلق بأخلاق وقيم الديمقراطية المفروض يرفض هذه الرواتب العالية والمكاسب والامتيازات الكثيرة ويعيش معانات أبسط المواطنين لأنه تطوع لخدمة الشعب والذي يتطوع لخدمة الشعب عليه أن يضحي للشعب عليه ان يجوع ليشبع الشعب عليه ان يضع الشعب على رأسه لا يضع الشعب تحت قدمه.
لكن المشكلة ان المرشح لا يملك برنامج ولا مشروع ولا يفكر بالشعب كل الذي يريده ويبتغيه هو الراتب العالي والامتيازات والمكاسب والتقاعد والنفوذ الذي يحصل عليه لهذا منذ أكثر من 18 عام والشعب يسير من سيء الى الأكثر سوءا في حين الطبقة السياسية ومن حولهم من السماسرة والجهلاء يزدادون ثراء وتخمة في كل شي.
رغم كل ذلك اني على يقين ان شعبنا متمسك بالانتخابات وملتزم بتعاليم المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الإمام علي الحسيني (السيستاني) ولم يتأثر بأكاذيب وافتراءات أعداء العراق سيكون ماهرا وبارعا في بناء الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية بمرور الوقت.
https://telegram.me/buratha