المقالات

الأنتخابات العراقية ومستقبل الوجود الأمريكي 


  حسام الحاج حسين ||   تنظر واشنطن الى العراق بعين الأهتمام . وتراقب العملية السياسي التي صنعتها الآله العسكرية الغاشمة للولايات المتحدة بعد ٢٠٠٣  بعد الأطاحة بنظام صدام حسين ،،! تعتبر واشنطن الانتخابات العراقية ربما الفرصة الأخيرة لوجودها العسكري في هذا البلد ،  بعد حادثة المطار واغتيال الشهيدين ( سليماني والمهندس ) رسمت خارطة الخروج من العراق وربما المنطقة بأيديها ،،! كانت تداعيات حادثة المطار وخيمة على الأدارة الأمريكية والذي وحد الشيعة ذات الأغلبية في العراق مما دفعهم على اصدار قرار في البرلمان لأخراج قواتها من العراق مع خروج تظاهرات مليونية ضد وجودها الغير مرحب به . ويبدو أن الولايات المتحدة باتت أكثر وضوحا في اعترافها بالفشل في الملف العراقي ، لكنها مازالت تراهن على الوجود السياسي من خلال الطيف الأخر كالسنه والأكراد . لكن اعتمادها على شخصيات هزيلة وفاسدة قد لايحقق لواشنطن احتياجاتها السياسية والعسكرية في هذا البلد ،،! تدرك واشنطن  أنها في أرض غير موثوقة، وأنها بحاجة إلى إسناد من أجل التمكين وضمان عدم جعل تلك القوات المتمركزة في عين الأسد وحرير هدفا سهلا لنيران  الفصائل المسلحة الموالية لإيران  ،،!  لذلك اعلنت انها ستغادر البلاد في نهاية العام ٢٠٢١م لكنها ابقت الباب مفتوحا على كل الأحتمالات وانها قد تعول على الأنتخابات في تغيير العلاقة مع بغداد من خلال حكومة قوية قريبة من إيران ولها كلمة على فصائل المقاومة ،،! تبحث واشنطن مع لندن عن شخصية عراقية قوية تستطيع ان تؤمن مصالحها في العراق . وتعلم ان حجمها في ميزان توازن القوى يجب ان تحظى بموافقة طهران ،،! الخيار الوحيد امام واشنطن هو ان تعمل على أعادة انتاج تحالفاتها مع قوى سياسية عراقية بعيده عن التأثير الإيراني الذي يقوض الوجود الأمريكي على المدى البعيد ،،! تعتبر الأنتخابات العراقية مفصلية ويمكن تسميتها المرحلة الأخيرة من اللعبة الأمريكية . تراهن الأدارة الأمريكية على الطبقة السياسية التي تستطيع ان تغير جلدها ثلاث مرات على الأقل وتبحث عن مصالحها الى حد يمكنها ان تتنازل عن السيادة مقابل الأمتيازات التي قد توفرها واشنطن ،،! لكن في الوقت نفسه بات الاهتمام الأمريكي بمستقبل العراق غير واضح بالنسبة للعديد من المراقبين و المحليين السياسيين ،،! نتائج الأنتخابات ستؤثر بالفعل على الوجود الأمريكي في العراق ،،! لكنها في الوقت نفسه لاتستطيع الغائها او تهميشها لكنها ستعمل على تحجيمها الى حد ما ،،! يجب على الولايات المتحدة وممثليها في العراق أن يتبنوا مواقف واضحة حول سياستهم في العراق وأن يدركوا أن تعزيز الشراكة العراقية الأمريكية هو ليس باستثمار أمريكي باتجاه واحد،،! لانها ستنعكس بالضد على المصالح الأمريكية في القريب العاجل ،،،!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك