المقالات

كرة الثلج بدأت بالنزول

1308 2021-10-09

  د. عائد الهلالي ||

 

في كل موسم انتخابي تتأرجح الدولة العراقية ذات اليمين وذات الشمال البعض ينفخ بصور الحرب مذكيا الحالات المذهبية ،والطائفية لتحقيق مأربه الانتخابية ، والاخر يلبس ثوب الراعي ممتشقا مزماره عازفا لهم اجمل يحبون من مقطوعاته تلك التي تشبه الموسيقى الحزينة لسيارات توزيع الغاز على المنازل  ليوهم الحملان الصغيرة بشرعيته الأبوية عليهم ناثرا وبشكل استثنائي محبته ،وعطفه ،وشيء من سالم ماله الخالص المدخر من تعب وكد السنين منطلقا من مبدأ ( القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود) واي يوم ذلك التي تصل فيه القلوب الحناجر . نعم انه موسم الانتخابات العراقية  ومن خلاله الوصول إلى مغارة علي بابا . في هذا الموسم حيث يكثر فيه المداحين ،والطبالين ،ووعاظ السلاطين كما اسماهم عالم الاجتماع العراقي  المرحوم الدكتور علي الوردي ،وحيث يدك يجب ان لاتبقى مغلوله الى عنقك .بدأ الساسة بالنزول مكتشفين جمال الشوارع، والحدائق ،والمتنزهات ،  و التي تأكلت بفعل التقادم. يتفقدون الازقة يمسحون على رؤوس اليتامى، والمثكلات المثقلات بفقد احبتهن نتيجة المغامرات السابقة ،واللاحقة يطلقون شعاراتهم بالاصلاح والتغيير ،وعالم من اللازورد والبنفسجي بانتظارهم . في هذه الايام المباركة حيث يتنازل الساسة ويفتحون ابوابهم وخزائنهم امام الجماهير وبكل سخاء لحلحلة مشاكلهم وتوفير الخدمات لهم من تبليط او فرش طبقة سبيس للدروب والازقة المتهالكة ، او محولة كهربائية للحي الذي يقطنون فهذه طلبات الناس بعد ان يأس الجميع من اصلاح حقيقي كما كان منتظر في بلد يعتبر رقم صعب جدا في سوق الطاقة العالمي. لقد اعتاد المواطن وادرك بشكل لايقبل الشك ان مثل هذه المسرحيات الرخيصة يجب ان لا تمر واعتكف عدد كبير من شرائح المجتمع مقاطعين الانتخابات عام ٢٠١٨ لقناعتهم بان الذي يجري في العراق ماهو الا مساهمة منهم في ضياع البلد وتدميره بل ومساهمة منهم في تثبيت اركان الفساد الذي ضرب الدولة من كل الاتجاهات، حيث كانت نسبة المشاركة على ابعد التقديرات لاتتجاوز ال ٢٠% وما رافق العملية من تزوير كبير ،وكذلك حرق الصناديق وما الى ذلك. لكن في هذه المرة  للمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف المتمثلة بالامام السيد السيستاني دام ظله وباقي المراجع حفظهم الله رأي آخر تماما حيث اعلنت وبدون اي مواربه بل ومايشبه  الفتوى مذكرة بفتوى مواجهة داعش ٢٠١٤ بأن الاحجام عن المشاركة في هذه الانتخابات يعتبر بما معناه خروج عن الإجماع الشرعي، والوطني بل  أعتبر الخروج للانتخابات تكليف شرعي، وبالتالي فقد أسقطت مرجعيتنا الموقرة وكعادتها رهانات الاخرين الذين بدوا يتحدثون عن تحجيم دورها  في التصدي لكل من يريد بعراق علي والحسين(ع) السوء ان التحدى يجب ان يكون، بالعقل، والحكمة ،والحنكة . ان كرة الثلج بدأت بالنزول فعلا لكنس الفاسدين وان الدلائل على تغيير منتظر يلوح في الافق من خلال الجديه العاليه والامتثال لرأي المرجعية وتهافت المواطنين على استلام الهويات الخاصة بالاتتخابات كانت على مستوى عالي من المسؤولية واليوم شاهدنا عملية الاقتناع الخاص سار بشكل انسيابي وبأعداد كبيرة جدا، كما ان الاحزاب المشاركة بالعملية الانتخابية بدأت بحث جماهيرها على المشاركة الواسعة وفي ذات الوقت منددة ومحذرة من تسول له نفسه استخدام العنف والتزوير للحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد في مجلس النواب القادم فهذه دلائل تبشر وتؤشر على انها دلائل صحة ورسائل  اطمئنان للجماهير المشاركة  ان التغير قادم لا محال حتى وان كان بشكل محدود في هذه الدوره لكن القادم افضل انشاء الله.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك