د.علي الطويل ||
ساعات قليلة تفصلنا عن موعد بدء التصويت في الانتخابات المبكرة القادمة ،وقد تكون هذه الانتخابات مختلفة تماما عن كل العمليات الانتخابية السابقة ، وخاصة من حيث الشعارات والبرامج المطروحة في هذا السباق الانتخابي من قبل الكتل السياسية المتنافسة ، ولكن الجديد في موضوع الشعارات والبرامج هو ان الحشد أصبح محور للصراع بين الكثير من هذه الكتل المتنافسة ،
فقد انقسمت الكتل السياسية في هذا الموضوع إلى ثلاثة أقسام :
الأول؛ كتل حشدية متبنية للحشد وداعمة وتعتبر ان الحشد هو قوة أمنية عراقية تعمل وفق القانون والسياقات الإدارية للحكومة العراقية ، وهو الورقة الرابحة لامن العراق واستقرارها وسيادته ، وتستند في ذلك إلى التجربة العملاقة التي خاضها الحشد في تحرير العراق من داعش ، ولولاه لما تحقق النصر على هذه العصابات المتشددة المدعومة عالميا واقليميا وكان الاضرار بالعراق وتفتيته ،
اما القسم الثاني؛ فهم الكتل السياسية ذات بعد طائفي او النفس البعثي ، وتتبنى هذه الكتل الطروحات الأمريكية المتعلقة بوضع الحشد وجوده ، وتتخذ جانب العداء بشكل واضح للحشد الشعبي وتعتبره مصدر دائم للخطر الذي يهدد اجنداتها ويحدد حركتها في ان تعمل باهدافها ومتبنياتها المرتبطة بالاجندات الخارجية بشكل علني وبحرية تامة ، وهذه قوى مفضوحة التوجهات ومعلومة النوايا ،
اما القسم الثالث؛ فهم الكتل الشيعية التي قد لاتكون مرتبطة بشكل مباشر بالاجندات الخارجية ولكنها تعمل وفق مصالحها الضيقة ، فهي ترفع شعار حل الحشد او دمجه وهي بذلك تتناغم مع المخططات الخارجية الأمريكية الصهيونية دون أن تشعر بعظيم خطر هذه الشعارات ، ولكن ترفعها بدفع من مصالحها الخاصة الضيقة ،وهي تسعى بذلك إلى جني مكاسب حزبية على حساب مصالح الوطن العليا ، وعبر إرسال هذه الرسائل المطمئنة للفاعل الخارجي عله يساهم بتمكين هؤلاء من الاستحواذ على هذه المكاسب السياسية ،وهؤلاء دون أن يشعروا يحققون أهداف الأعداء ويساهمون في تمكينهم من البقاء أطول مدة ممكنة في العراق، ويساهمون في بقاء مصالح العراق مرتهنه للخارج.
وبين هؤلاء واولئك فإن الكلام الأخير سيكون للناخب الواعي ،والجمهور الذي عرف مصالحه وعرف أين تكمن مصلحة العراق ، وخبر رجال الحشد الشعبي في مواقفهم وتضحياتهم ، وشخص الحاجة إلى غطاء سياسي يحافظ على الحشد هو من الأمور الأساسية التي تبقي الحشد قوة فاعلة على الارض ، لذلك فإن الحشد الشعبي سيكون سببا في تراجع نسبة التصويت للجهات التي تقف بالضد من الحشد وتناصبه العداء من جهة ،ومن جهة أخرى سيكون شعار الحفاظ على الحشد والتمسك به كمنجز وطني تتحقق به السيادة والعزة ، سببا ازدياد نسبة المصوتين للجهات ترفع هذا الشعار . ومما عزز هذا الموقف هو بيان المرجعية المتعلق بحث الناخبين على عدم التخلي عن هذه الممارسة ، وانتخاب من يحافظ على سيادة العراق ومصالحه العليا ،وكذلك فتوى السيد الحائري بتحريم انتخاب من يتبنى فكرة حل الحشد او دمجه .
6/10/2021
https://telegram.me/buratha