لقد كانت بداية المؤامرة الكبرى على الإسلام الحقيقي , هي عندما طلب الرسول صلى الله عليه واله وسلم أن يكتب وصية لاصحابه حتى يوجههم ويهدي مسارهم من بعده ، ولكن جمع الصحابة أبى ذلك, وقالوا ان الرجل ليهجر, موقنين بأن الرسول صلى الله عليه واله وسلم دعوة ورسالة ومكانة ، قد تنتهي بموته, وهذا الامر يعتبر أول خذلان وعدم طاعة لأمر الرسول صلى الله عليه واله وسلم وبداية لتصفية دموية لآل البيت عليهم السلام فيما بعد . لقد كان إعلان موت الرسول صلى الله عليه واله وسلم صدمة للضّمير الدّيني الإسلامي. ولا ريب في أنّ المسلمين كانوا ينظرون إليه، باعتباره الوسيط بين السّماء والأرض، بل إنّ حياتهم كلّها كانت تدور حول شخصه وأفكاره والعقائد التي كان ينشرها بين النّاس لقد ترك القوم النبي صلى الله عليه واله وسلم مسجى في فراش الموت, ولم يهتموا في شيء من أمره فقد سارع الانصار الى سقيفة بني ساعدة وعقدوا لهم اجتماعا سريا أحاطوه بكثير من الكتمان والتحفظ. فكانت اول واعظم سرقة ابتليت بها الأمة الإسلامية على مر التاريخ في يوم السقيفة حيث سرقة الحكم ، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وابعاد الإمام علي عليه السلام عن الخلافة الشرعية المنصوبة من قبل الله تعالى والتي عبر عنها القران الكريم بقوله تعالى ، ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) . ورغم ذلك الجرح العميق الذي شرخ جسم الأمة الإسلامية لم يفكر الإمام علي عليه السلام باستعادة حقه على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، بل إنه اعطى الأولوية للحفاظ على الرسالة الإسلامية وعدم السماح بسرقتها والصبر على سرقة الحكم, ومن أجل ذلك جاهد ابطال الشيعة ورجالاتهم على مر التاريخ على سلب الشرعية من هذه التجربة الإنحرافية التي حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم, وإفهام الناس بان هولاء لايمثلون الاسلام الصحيح. وقد بذلوا من أجل ذلك الغالي والنفيس حتى سالت دماء لاعظم رجالهم , وملئت السجون بخيرة شبابهم, وهجر الملايين منهم في كل بقاع الأرض حتى استطاعوا حفظ الرسالة الإلهية .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha