د. عطور الموسوي ||
على الرغم من انه قدم قرابين من ذويه وارحامه فاقت المئة وسبعون شهيد وشهيدة، الا انه كان جنديا مجهولا يعمل في الظل وبعيدا عن الاعلام والرياء ..
خلوقا متواضعا وصولا بارحامه يشعر بأن الله أمد في عمره ونجاه من مقاصل الموت البعثي المتدفق على آل المبرقع كسيل اكتسح شيبهم وشبابهم، نجى ليرعى كما كبيرا من ايتام الشهداء .
انه السيد محمد يوسف آخر أبناء الشهيد السعيد قاسم المبرقع والذي وافته المنية يوم امس ولم يمهلنا وقتا للدعاء فبين نبأ اصابته بحادث سير ووفاته بضع ساعات لا غير .
استعجل الرحيل وهو في طريق العودة من زيارة الامامين العسكريين وكأنه يؤدي حق كل أئمة الهدى في شهر احزان آل محمد عليهم السلام، وهو العائد قبل بضع أيام من زيارة امير المؤمنين وسائرا الى ولده الحسين والشهداء من ذريته في ذكرى اربعنيتهم..
ومواسيا مولاتنا زينب وركب بنات النبوة وقد وصلن كربلاء باكيات من ارض الشام ..
هنيئا لك سيد محمد هذا الولاء وهذا التعلق النقي بساداتك واجدادك وهم لن يخذولك حيث وفدت اليهم وقد قبض الله روحك وانت في لحظات ولائهم .
آلمنا فقدك وانت تعمل بصمت وتخلص النية لله في زمن قل فيه الديانون، وتكالب فيه من يدعي التدين على الدنيا، وفقدت القيم النبيلة وصار صاحب المبادئ يستوحش الطريق لقلة سالكيه..
وكأن الله أراد أن يريح قلبك المحترق على الوطن وصدرك المهموم بما ترى فيه من تدهور على ايد من ينتسب للشهداء ويريق دماء الابرياء وينهب المال العام ويصافح اعداء الاسلام ..
نعم ما زلت اتذكر كلماتك ونحن نتلاوم على مايمر بها بلدنا وشعبنا ومذهبنا : " ماذا نقول يا علويه والعضه بالجلال.."
صبرت واحتسبت الله وتجرعت غصص طعن الاقربين وشركاء المذهب فقط لانك لا تريد شق الصفوف..
نم قرير العين يا أخا يصلني سلامه مع كل من يلتقيه من معارفي، ويضمر في قلبه اخوة في الله قد لا تكون الا بين الارحام، نعم يا أخي الكريم نحن أرحام جمعتنا دماء شهدائنا ..
رحمك الله واحسن اليك وحشرك مع الشهداء في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
3ت اول 2021
25 صفر 1443