عمار محمد طيب العراقي ||
إذا سلمنا أن اسبابا أمنية قاهرة، أو خطأ إداريا من قبل إدارة الحشد، هي التي كانت وراء حرمان كل الجسم الحشدي من المشاركة بالإنتخابات بالتصويت الخاص، والثاني إحتمال بعيد عن الواقع، لأن قيادة الحشد حريصة على أن يعبر مجاهديها، عن خياراتهم الديمقراطية في إنتخاب من يثقون بهم، كممثلين عنهم في البرلمان القادم، فإن في يد مفوضية الإنتخابات متسع من الوقت، للبحث في كيفية ما لمعالجة الموضوع، وهو أمر نشك فيه، لأن ثمة إرادة خارجية وداخلية تظافرتا، على تحييد أكثر من مليون صوت؛ هم مجاهدو الحشد وأسرهم ومن يؤثرون بهم بشكل شخصي مباشر..لكن الخيارات العملية موجودة حتى اللحظة الأخيرة قبل بدء عمليات الإقتراع.
لكننا وبإستدعاء المواقف الوطنية الى ذاكرتنا القريبة، واثقون من توجه الملايين من أبناء شعبنا الى صناديق الإقتراع، وهم يحملون بين أظلاعهم حبا وولاءا متينا للحشد وللذين صنعوه، وهم سيذهبون بروح مفعمة بالأمل، لا سيما بعد بيان الإستفتاء للإمام السيستاني دامت فيوضاته، الذي ألزم العراقيين على مختلف إنتماءاتهم لإختيار من يتمتع بصفتي الصلاح والكفاءة من بين المرشحين، ومعنى هذا أن الصالحين وألأكفاء موجودين بين المرشحين، وما على الناخب إلا البحث والتقصي وسيجدهم حتما، والبوصلة في ذلك الموقف من الحشد ووجوده.
مصير الحشد اليوم متعلق بالإرادة الشعبية وبتنفيذ فتاوى المرجعين الإمام السيستاني مرجع الأمة، والمرجع الكبير السيد الحائري أعلى الله مقامهما..
وإذا كانت فتوى السيد السيستاني واضحة وضوح الشمس بالإشارة الى أنتخاب من حافظوا على سيادة العراق، وفي طليعتهم الحشد ومن يقف وراءه، فإن السيد الحائري قد حرم معاداة الحشد، وحرم أيضا إنتخاب من يعادون الحشد ويطالبون بحله أو دمجه..وهذا يكشف تنبه المراجع العظام، الى حجم المؤامرة التي تستهدف وجودنا كأمة، بإستهداف عناصر منعتها وقوتها وفي طليعتها رجال حشد الله المقدس..
إن الحشداويين هم وأسرهم ومتعلقيهم، إزاء معركة وجود، وهم اليوم يقفون على كف عفريت، وليس أمامهم إلا أن يتراصون بصلابة ، ويتحدون كل المحاولات الخبيثة لحرمانهم من حق الإنتخاب، وعليهم أن يتوجهوا الى صناديق الإقتراع بمختلف الطرق والسبل، كي يقفوا الى جانب أنفسهم ، ويحمون وجودهم المهدد..
هي معركة يوم واحد فقط، وعليهم في هذا اليوم ان يصلوا الى صناديق الإقتراع ولو زحفا على البطون..ففي هذا اليوم أما أن نكون أو لا نكون..
وهي ليست معركة من أجل وجودنا فقط، بل هي معركة من أجل مستقبل العراق، فإما عراق التطبيع والتبعية للمحتل الأمريكي، عراق الذل والخنوع والرؤوس المطأطأة، وأما عراق الشيمة وألإباء والإنتصار السلمي، عراق سيد على نفسه لا يخضع إلا لخالقه، عراق الرفاه والحرية والسلم ألأهلي..
وهو نداء الى البسلاء الذين قاتلوا داعش ببسالة الأسود، ها هو يومكم فلا تفرطوا بثانية واحدة من ثوانيه، ولا تتركوا هذا اليوم إلا وأنتم متيقينن أنكم فعلتم ما يجب فعله، وأنتخبتم الأمناء على وجودكم، الذين يوفرون لكم الحماية الدستورية والقانونية، الذين يقفون وقفتكم يوم دافعتم عن العراق؛ دفاعا عنكم وعن وجودكم ومستقبل أسركم، ومستقبل العراق والعراقيين جميعا..ولن يخذلونكم أبدا، لأنهم منكم.
شكرا
3/10/2021