المقالات

مؤتمر اربيل.. زوبعه في فنجان

1226 2021-09-27

 

محمد وناس  ||

 

خاض العر ب ثلاث حروب كبرى ضد الصهاينة ودولتهم اللقيطة اسرائيل خلال العصر الحديث بداء من حرب 1948 . ثم حرب 1967 ( نكسة حزيران ) . ثم حرب تشرين (1973) ,

وقد تعارف  في الاوساط العالمية على تسمية هذه الحروب بالحروب العربية الاسرائيلية  , وفي حقيقة الامر ان هذه الحروب جرت بين الكيان الصهيوني من جهة وبين دول الجوار الفلسطيني ( مصر , سوريا , الاردن ) من جهه اخرى ولم تكن مشاركة الدول العربية  الاخرى الا مشاركة رمزية واعلامية .

باستثناء العراق الذي دخل الحروب الثلاثة هذه بكل قوته العسكرية والاقتصادية والاعلامية . وكان تاثير الموقف العراقي قويا جدا يفوق تاثير بعض دول الصد او الجوار الفلسطيني . وتلك قبور شهداء الجيش العراقي في جنين شاهد على مواقف العراق في حرب 1948 , وقبور شهدئنا في دمشق شاهد اخر على مواقف العراق في حرب 1973 . مما جعل العراق عنصر رئيسي في معادلة الصراع

المطلع على الادبيات اليهودية القديمة وخصوصا التوراة والتلمود يكتشف علاقة مركبة بين اليهود والعراق .

كل الادبيات اليهودية في اصولها ( خصوصا التلمود البابلي ) هي صورة مستنسخة من ادبيات مابين النهرين  . بداء من الازياء الي يلبسها رجال الدين اليهود الشرقيون والتي تشابه بشكل كبير ازياء البابلين . الى تسريحة الشعر والجدائل التي يتباهى بها رجال الدين اليهود واللحية الاشورية التي يحرص رجال الدين او المتدينون على جعلها مشابهه بشكل دقيق لشكل اللحى الاشورية المربعة الشكل والمطابقة لصور النقوش والتماثيل الاشورية .

التعاليم و المثيلوجيا  حتى  قصص الانبياء التوراتية هي في الحقيقة حكايات رافدينية لشخصيات عراقية قديمة تم اقتباسها ووضعها في سيرة شخصيات يهودية واعطائها رمزية مقدسة ووضعها ضمن الاديلوجيا التلمودية والتوراتية .

سفر التكوين التوراتي هو نسخة من اسطورة الخليقة البابلية . مع تغير اسم الاله مردوخ ووضع اسم ياهوو بدل عنه 

سفينة نوح وما تحويه التوراة من وصف وتفاصيل هي نسخة من ما تحملة ملحمة جلجامش الى ادق التفاصيل مع تغير اسم اتونا بشتم ووضع اسم النبي نوح بدل عنه .

ومع الاخذ بنظر الاعتبار قدم المنتج الادبي البابلي او السومري في قبال نظيره التوراتي او التلمودي ينكشف لنا ان الاصل هو ما انتجته ثقافه ما بين النهرين اقتبسه اليهود وحاولوا تقديمة للبشرية على انه ارث يهودي .

في نفس الوقت تجد في كل ادبيات اليهود جنوح نحو شيطنة بابل واظهارها على انها عنوان الرذيلة والسوء والشر .ولم يستطع اليهود تجاوز قصة السبي البابلي وما حصل لهم في زمن حكم الملك البابلي نبوخذ نصر وما جرته مغامرات اجدادهم الطفولية وتحديهم  لسلطة بابل . حتى انسحب هذا المعنى للادبيات المسيحية فتجد ان صورة بابل والتي هي بالنتيجة صورة العراق عنوان لكل سوء على الارض او هي عنوان للشيطان  وتقديمها على انها الخصم الاول لشعب الله المختار .

العراق والعراقيون , هم الطرف الاخر من المعادلة ,

لا يخفى على الجميع ان العراق من اكثر البلدان في الشرق الاوسط تواجد فيها اليهود وقد يكون يهود العراق من اقدم من سكن بلاد ما بين النهرين وعاش فيها  وكان لهم تاثير كبير في التاريخ العراقي ومازال اغلبهم حتى اليوم يحن للعراق ويحاول البحث عن بيئة مشابهه للعراق للحياة فيها بعد ان اخرجته الانظمة السابقة  من العراق بشكل تعسفي وهجرت الكثير منهم . ولا يخفى على الجميع ان اغلب يهود العراق لم يهاجر الى فلسطين بل بحث عن دول اخرى يعيش فيها وفي الغالب انجلترا وامريكا . ( كلامي هنا عن المهاجرين الاوائل وليس عن ابائهم الذين تربوا تحت البروبغاندا الصهيونية وتاثروا بها ) .

الفرد العراقي البسيط . ابن الشارع . الفلاح . العامل . يحمل في تكوينة  وبنائه النفسي خصومة كبيرة لكل الانظمة العنصرية والشوفينية . وكره لكل انواع الظلم المجتمعي  بسبب ما عاناه من تعصب وتطرف وعنصرية على طول تاريخه

مضاف له ميول الشعب العراقي وانتمائه للامام علي ابن ابي طالب عليه السلام . والذي يعتبره العرب والمسلمون عنوان الانتصار ضد العنصرية والتطرف وضد الافكار المبنية على تفظيل عنصر ما على الاخرين .

العراقي بفطرته منتمي لهذا الرجل لهذا العنوان المنتصر على الاطماع اليهودية في خيبر والمدينة المنورة .

العراقي الذي انتشرت قبور ابنائه بين جنين ودمشق وعمان  دفاع عن شعب وارض فلسطين لا يمكن اقناعه بالتطبيع او الضغط علية للقبول بالامر الواقع مطلقا ,

تربيته ونشائته ترفض التطبيع .

انتمائه للحسين ولفكر الثورة الحسينية يمنعه من القبول بالتطبيع مع الظالمين

يعلم الصهاينة  جيدا مدى قوة وتاثير العراق في معادلة الصراع العربي الصهيوني , لذلك يسعون بكل قوة لاخراجه من هذه المعادلة او تحيده بشتى الوسائل والطرق ومؤتمر اربيل لا يعدوا  ان يكون واحدة من هذه الاساليب 

بالنتيجة مؤتمر اربيل زوبعه في فنجان تمر كسابق محاولات الصهاينة للاطاحة بأقوى حصن من حصون المقاومة للتطبيع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك