المقالات

لا تعجبوا فالتطبيع قديم

1247 2021-09-25

 

حافظ آل بشارة ||

 

عندما نغضب جميعا من دعوات التطبيع مع اسرائيل فذلك موقف مبدأي جيد ، ولكن هذا الموقف جاء متأخرا لأن التطبيع بدأ منذ وقت طويل ، وجرى باسلوب تدريجي ذكي وغير معلن برعاية الصهيونية والوهابية ، كانت الامور واضحة عندما بدأ العراق توثيق العلاقات مع دول الخليج الست والاردن ، وهو يعلم ان السعودية ضالعة في قتل الاف العراقيين بالمفخخات والانتحاريين ، اما الاردن فقد اسسوها اصلا لحماية اسرائيل وهي حاليا تؤوي بقايا نظام صدام والمطلوبين للقضاء العراقي ، وعمان كهف للبعثيين . وكل من الاردن ودول الخليج هي في حقيقتها اذرع لاسرائيل وهي جسور للتوسع الصهيوني في الشرق الاوسط الجديد في اطار تهويد دول المنطقة واخضاعها لاسرائيل ، فاقامة علاقات مع دول معادية للعراق معناه تطبيع مع اسرائيل خاصة وان هذه العلاقات لا تنفع العراق بشيء قط .

اما في الداخل العراقي ، فالعراق في ظل الاحتلال ليس بيده اي قرار سياسي او امني او اقتصادي ، القرار لاميركا ، وكل من الكرد والسنة ونصف الشيعة ليس لديهم مشكلة مع الاحتلال ، وهم راضون به مادام يلبي طلباتهم من الاموال والمناصب وطموحاتهم الشخصية وكل من اميركا واسرائيل كيان واحد وامة واحدة ، ومن خضع لأميركا فهو خاضع لاسرائيل ، النهج الاسرائيلي في التطبيع يعتمد فكرة اقامة علاقات ناعمة مع الشخصيات والاسر المالكة والمتنفذة في العالم العربي ، بعدها يتم الزحف داخل البلدان ، الكرد والسنة ونصف الشيعة تقودهم سياسيا زعامات عائلية وهي تفضل التطبيع وترحب به بلغة العيون ، وتقفز بخفة نحو منبر التطبيع عبر علاقاتها مع دول الخليج ، اما عشاق الحضن العربي فالمقصود به الحضن الاسرائيلي ، هنا يصبح واضحا لماذا تقود البلد شخصيات واسر عريقة ، لماذا لا توجد في هذا البلد احزاب حقيقية ، كل ذلك من اجل ان يسير التطبيع بخطوات واثقة فالزعامات العائلية تضمن امتيازاتها وحمايتها بالتطبيع مع اسرائيل ، وممالك التطبيع تريد ان يبقى العراق بلا احزاب حقيقية لأن النظام السياسي المكون من احزاب حقيقية يصعب اختراقها وتغيير سياستها .

ماذا بقي حاليا نفط العراق يصل الى اسرائيل بابخس الاثمان ، والاغذية الاسرائيلية تملأ المائدة العراقية مسوقة تحت ماركات اردنية ، والاسرائيليون مقيمون في القواعد الامريكية آمنين ، ومشروع اسكان الفلسطينيين الذين يزعجون تل اليب في العراق سيبدأ .

كيف يمكن افشال التطبيع ؟ الجواب عندما يتحرر العراق من الاحتلال ومن حكم الزعامات العائلية ويصبح سيد نفسه ويحكمه الاحرار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك