ضحى الخالدي ||
ثمة إرادتان تتصارعان حالياً في العالم، حتى داخل أميركا نفسها والكيان الصهيوني وأوروبا:
واحدة تريد للشرق الأوسط أن يستقر وعلى رأسه العراق حتى تتفرغ لمواجهة الصين وروسيا في المحيطين الهادي والهندي وشرق أوروبا ووسط آسيا.
وإرادة أخرى تريد للفوضى أن تستمر وتتفاقم في الشرق الأوسط وعلى رأسه العراق حتى تقطع الطريق على الصين وروسيا في أن يكون لهما موطئ قدم في المنطقة.
وإرادة ثالثة تتمثل بالكيان الصهيوني لا يهمها إلا أن ترى العراق مدمّراً ولو كان في ذلك هلاكها، والسؤال هو هل تستطيع إسرائيل ذلك؟ أم أنه انتحار الأغبياء؟
كما يبرز عزف منفرد في المعسكر الغربي عنوان سيمفونيته (وماذا لو انحنينا لريح الصين العاتية كي لا تنكسر جذوعنا العجوز، ونلتقط بعض الثمار المتساقطة من الأشجار الفتيّة؟)
ننتظر الى أين يفضي الصراع بين الإرادتين الرئيسيتين، وأما إسرائيل فمقدور عليها.
والسؤال موجّه الى كل الكتل العتيدة المخضرمة والجديدة الواعدة وكل من دخل المعترك الانتخابي والسياسي حتى لو لم يكن قريباً من عالم السياسة: هل وضعت لنفسك موطئ قدم ووطّأت لنفسك ومهّدت طريقك وجهّزت مركبك في هذا البحر المتلاطم الأمواج؟ هل تعلم كم هو حجمك على خريطة الصراع ومدى تأثيرك؟ هل كانت لك بصمة فيما مضى؟ وهل ستكون لك فيما يأتي؟ كل شخص أقدم على دخول حلبة الانتخابات يتحمل مسؤولية تأريخية بما في ذلك المراقبون وشركات تصنيع أجهزة التحقق والعد والفرز الأليكتروني والقائمون على السيرڤر في دبي والمخترقون من كلا المعسكرين الغربي والشرقي، وكل إصبع سينتخب سيضع بصمته على الأحداث، وكل من يحاول أن يعطّل أو يخرّب قبل أو أثناء أو بعد الانتخابات يتحمل مسؤولية جسيمة.
البرامج الانتخابية وإمكانية تطبيقها بحد ذاتها بصمة، واختيار المرشحين مسؤولية.
لا تزال الانتخابات مزمعةً مستقرةً في علم الغيب، لكن ما قبل موعد الانتخابات ليس كما بعده.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha