أثير الشرع ||
علينا أن نركز ببادئ الأمر الى دور الإعلام، ونقصد الإعلام المتحزب الذي يحاول النيل من العملية الديمقراطية في العراق وزرع مفاهيم وقناعات تفيد بأن الإنتخابات بمجمل تفاصيلها مسيسة والمحاصصة محسومة قبل خوض الإنتخابات.
لنتفق بأن الدورات البرلمانية السابقة فشلت، والكتل البرلمانية لم توفق بتنفيذ المهام الموكلة اليها لتشجيع الشباب بالتمسك بالنظام المتبع في العراق، خصوصاً شهد العراق تحديات أمنية وإقتصادية خطيرة في ظل الإحتلال الأمريكي والتدخلات الإقليمية وبعض دول الجوار ومن سار على نهجهم، والجميع يحاولون تجنيد عقول بعض الشباب المتحمس للتغيير بالطريقة التي إقتنعوا بها أو بطريقة التمويل والإحتضان، على غرار المنظمات بكل تسمياتها.
كي نضمن مشاركة فاعلة في إنتخابات الدورة البرلمانية الخامسة علينا أن نفهم بأن المشهد السياسي المعقد يحتاج الى إجراءات وتنازلات من قبل الكتل الكبيرة والفاعلة، والخطوة الذكية بإعادة (30 ألف) من المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي من شأنها تقليل الفجوة بين فئة من الشباب وبين فئة من الفاعلين بالعملية السياسية، ومن شأن هذه الخطوة أيضاً مشاركة شبابية واسعة في الإنتخابات المقبلة، لا يمكن أن نقول بأن الشباب سينصتون الى أولياء أمورهم 100% أو رؤساء القبائل، وما التظاهرات التي جابت شوارع وساحات بغداد والمحافظات إلا دليل على عدم السيطرة على الشباب .
بالإمكان إستيعاب الشباب وكسبهم من خلال زجهم بمشاريع تنمية صقل للمواهب، ويتم التركيز على مناقشة طموحات الشباب وميولهم وكيفية توطيد ثقتهم بالعملية السياسية ومشاركتهم بالتصويت والإقتراع، أما عندما نتطرق الى الإنتخابات المقبلة أي (الدورة الخامسة) فلا يمكن أن نقنع أنفسنا بأن المشاركة ستكون فاعلة للأسباب التي ذكرناها في أعلاه والتي لم يتم التطرق لها بشكل مفصل لأنها واضحة ومشخصة وقابلة للحلول.
أخيراً مانخشاه هو عدم حماسة الشباب بكلا الجنسين للتفاعل مع الإنتخابات المقبلة وعلينا بذل قصارى الجهود لإقناع الشباب بأهمية الإقتراع المقبل لتغيير الواقع الى واقع أفضل، خصوصاً ونحن شهدنا خلال السنوات المنصرمة إنقسامات خطيرة وأيديولوجيات مختلفة زائداً خلافات وإختلافات وصلت الى حد كسر العظم، مما جعل الشاب يمقت السياسة والنظام السياسي المتبع ويطالب بتغييره والسياسة المتبعة في بلادنا بنظر معظم المواطنين وليس فقط فئة الشباب هي فقط صراع من أجل المقاعد والمكتسبات، و يتطلب فترة طويلة لتغيير هذه القناعات، قبل ذلك على من يمسك بزمام السلطة، زج الشباب بعدة مشاريع يمكنها تثقيف وإعادة هذه الفئة الى جادة الساعين الى التغيير.