سميرة الموسوي ||
الحسين إستشهد مرة في الطف وبقي حيا مزدهرا على هامة الكون يشرق على البشرية مصطحبا الشمس غارسا منهج الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .
الحسين وهبكم بكرم الاوفياء البالغ النقاء : المنهج في صميم كل قطرة دم ثم أستشهد ولن يعود ليقاتل الطواغيت ثانية نيابة عنكم .
الحسين لن يستشهد ثانية وأنتم حتى اليوم ترفعون شعار ال ( هيهات منا الذلة) بالقرب من رايات الاستكبار وتلوون أعناقكم فتعملون بعقيدة ال (يا حبذا )و( ونتمنى) و( سوف ) فتهافتّم فصرتم كما قال إمام المتقين عليه السلام ( فإذا أمرتكم بالسير اليهم في أيام الحر قلتم : هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبَّخُ عنا الحر ، وإذا أمرتكم بالسير اليهم في الشتاء قلتم : هذه صبارة القُر أمهلنا ينسلخ عنا البرد ،كل هذا فرارا من الحر والقر ؛ فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر ) ، وقد نسيتم أن رب العزة قال ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) .
الحسين قالها في ساحة الطف الحمراء بحروف من حمم الدم المبارك المسدد بعناية الله : ( لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد ) فلماذا تتلبدون خلف لعابكم وتتخذون منه حبرا تكتبون به تنازلكم عن آدميتكم لصالح ( الدعي إبن الدعي ) .
الحسين خرج حاملا سيفه بكف ودمه بكف وهو يخاطبكم ( ما خرجت إلا لطلب الاصلاح في أمة جدي ) وعندئذ كان الموعد بركان يوم الطف الذي ما زال وسيبقى يتفجر بالفكر والمنهج والكبرياء والعزة والكرامة الانسانية فيمنح الاحرار كيفية واحدة فحسب لصنع الحرية : إقتحام المنايا للجود بالنفس .
الحسين ضرب الامر الواقع بسيف الحق وهو يرتل ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .
... يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير .