المقالات

المرشح القدير في المشهد الأخير

1466 2021-09-22

 

حافظ آل بشارة ||

 

في الايام القليلة التي تسبق الانتخابات هناك اربعة اصناف من المراقبين للاحداث والمشاركين في رسم لوحتها الأخيرة :

1- المراقب الذي يصنع المشهد الاعلامي وهو جزء من الجهاز الدعائي للانتخابات ويكون منهمكا بالرسائل التي يوجهها للآخرين والرسائل الموجهة اليه ، لذلك فان هذه الاجواء تستغرق وقته وجهده ومشاعره ويشعر كأن العالم كله يعيش اجواء الانتخابات واعلامها ونزاعاتها الناعمة والخشنة .

2- المراقب الذي استسلم لليأس واصبح مدبرا عن السياسة والسلطة ولا يهمه من هو الذاهب ومن هو الآتي ، فهذا يعيش في واد آخر ، لا يسمع ولا يرى ولا يتفاعل ، ويتمنى ان يأتي العالم كله ليخدمه ويطلب رضاه وليس لديه ما يقوله سوى الشكوى واللوم والشجب والاستنكار.

3- المراقب المعادي : وهو مراقب مقيد باحكامه المسبقة وعادة يعمل ضمن منظومة معادية لها قواعد في الخطاب والاولويات وشعاره : جئنا لتخريب ما تبقى من العراق وليس منا من يؤمن بالحياة والديمقراطية والسلام والاعمار والبناء ، ودولة لاتعطينا السلطة لا نسمح لها بالبقاء .

4- عامة الشعب صاحب المطالب المشروعة : فالمواطن العادي المحايد يعرف مصالحه بدقة ويشكل منها معيارا جيدا لاتخاذ مواقفه تجاه السلطة ، واذا شعر ان الانتخابات يمكن ان تحقق مصالحه سيشارك فيها ، واذا شعر انها عملية مكررة متشابهة النتائج يعرض عنها ، وموقف المواطن مقياس للشرعية عادة في النظام الديمقراطي ، الا انه بحاجة الى مزيد من الوعي ليعلم ان استمرار آلية الانتخاب هي روح النظام الديمقراطي .

هنا المرشح يكون معنيا بهذه الاتجاهات من التفكير اكثر من غيره فيصنع خطابا خاصا لكل من المؤيد والمعادي وغير المهتم وعامة الناس ، ويعيش حالة المواطن العادي الذي هو نفعي ومصلحي في سلوكه مع السلطة ، هو يتخذ من السلطة خادما وحاميا وهي تتخذ منه مصدرا للشرعية ، وهذا النوع من الوعي يمكن تدريب المرشح عليه ان لم يمتلكه فعلا فهو الحد الادنى من الاحاطة المعرفية بالبيئة الانتخابية واصناف الناس فيها ، في هذه الايام القليلة يجب ان يبني المرشح جسوره الوثيقة مع كل الشرائح ويهيء لكل منها خطابه ، ولا يعتمد التزويق والتلفيق ومنح الوعود المجانية ، هناك نقطة تهم جميع اصناف البشر في البيئة الانتخابية وهي نقطة (وجوب الحفاظ على الانتخابات كتقليد شعبي مستمر لانها العمود الفقري للنظام الديمقراطي ، وتوقف الانتخابات معناها زوال النظام الديمقراطي وهو يعني عودة الدكتاتورية) ، هذا هو الخطاب المشترك الذي يمكن ان ينصت اليه الجميع ويهتم به الجميع ويصدقه الجميع ، نفذوا انتخابات فاشلة خير من توقف الانتخابات ، دعاة عودة الاستبداد يبذلون الجهود المضنية وينفقون الاموال الطائلة من اجل هدف واحد هو ايقاف الانتخابات لانها المقدمة الاكثر اهمية في سيناريو عودة الدكتاتورية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك