المقالات

أم فروة تقضي حقوق أهل المدينة

1714 2021-09-20

 

أمل هاني الياسري ||

 

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/33

 

مخطئ مَنْ يحصر دور المرأة، في القضايا الأسرية الهامشية؛ لأنها تحتل دوراً محورياً يكمل دور الرجل، حتى وإن كان الرجل نبياً أو إماماً، فرسالة الإسلام تبلورت، بموقف من السيدة خديجة بنت خويلد، مع النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، بدعوته للدين الجديد، كما لا يمكن نسيان موقف الزهراء، من الإمام علي (عليهما السلام)، ولم يقتصر دور السيدة الحوراء زينب (عليها السلام)، على رعاية الأطفال والعيال، بل إنها أشعلت ثورة كربلائية لم ولن تمحى أبداً.

سيدة من طراز خاص، يحيط بها الأئمة من كل صوب، فهي زوجة الإمام محمد الباقر، وأم الإمام جعفر الصادق، وجدة الإمام موسى الكاظم لأبيه(عليهم السلام)،وعاصرت خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وإبناه السبطين الحسن والحسين، وإبنه علي زين العابدين(عليهم السلام)،في بدايات شبابها، وروت أحاديث عنه وإتئمت به، ودعت لإحياء أمر ثورة كربلاء ضد الطغاة والمجرمين، نعم إنها السيدة الجليلة فاطمة(أم فروة)،بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، جدتها أسماء بنت عميس (رضوانه تعالى عليها).

ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:(كانت أمي ممَنْ أقنتت وأتقت وأحسنت والله يحب المحسنين)، وكانت عظيمة الشأن والمكانة، عند نساء عصرها في المدينة المنورة، وتساعد زوجها الإمام الباقر في أداء المهام الشرعية، بسبب مضايقات الأمويين له، فلقد روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال:(كان أبي عليه السلام يبعث أمي(0حميدة) وأم فروة، تقضيان حقوق أهل المدينة)، وهذا دليل واضح على الثقة والعلم، ومكارم الأخلاق والرفعة، التي كانت عليها هذه السيدة الجليلة، فهي أتقى نساء زمانها.

ورد ذكر هذه السيدة الفاضلة، في كتاب الكافي( ج1 ص473 )،باب مولد أبي جعفر بن محمد الصادق(عليهما السلام)، بأنها كانت مواظبة للدعاء، لشيعة أميرها علي(عليه السلام)، حيث قالت:(إني أدعو في اليوم والليلة ألف مرة، لأننا نحن فيما ينوبنا من الرزايا، نصبر على ما نعلم من الثواب، وشيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون)،وسيدة جليلة تدعو لشيعة أهل البيت(عليهم السلام)،من المؤكد أنها تدر ك حجم المعاناة، والمكابدة التي تجري عليهم، فهي قد عاصرت محنهم وجهادهم، لأجل الدين والعقيدة.

مَنْ يختارها الباريء عز وجل، لتكون زوجة لمعصومٍ باقرٍ لعلوم الأولين والآخرين، وأم لمعصومٍ صادقِ علوم آل محمد، وجدة لمعصومٍ صابرٍ كاظمٍ للغيظ (عليهم السلام أجمعين)، فإن لها صفات وميزات، تؤهلها لهذه الأمانة الكبيرة، فعندما ينتهي العمر يبقى الذكر، فكيف إذا كان هذا الوعاء المكين، يتميز بهذه الشجاعة والقوة، والإيمان والبيعة الصادقة لأهل البيت، فأبوها القاسم من ثقاة أصحاب الإمام زين العابدين، وجدها محمد ربيب أمير (المؤمنين علي عليهما السلام)، فعاشت صابرة محتسبة عند ربها.

السيد (أم فروة) أثمرت خيراً ما بعده خير، تجسد في جوهر الكلمة الطيبة والخلق الرفيع الذي امتلكته؛ لتكون بهذه المنزلة وسط نساء البيت العلوي، فوقفتها نوعية وصادقة، ولم تتخلَ عن مهامها الشرعية، رغم التحديات والتضحيات، كونها من عائلة ثائرة، ضد طغمة أموية حاقدة، متشوقة الى إراقة دماء العلويين، وبالفعل كانت أنموذجاً للمرأة الداعمة لحرية الإنسان، وكرامة الأوطان، ورفض الطغيان، فرحلت الى بارئها راضية محسنة، تقية مؤمنة بقضاء ربها، فمنها السلام حين ولدت، وعليها السلام حيث رحلت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك