عمار محمد طيب العراقي ||
يستخلص المتابع والمراقب في مجمل القضايا العربية والدولية والملفات الإقليمية المتعددة والشائكة، مدى التبدلات في "المناخات السياسية"، واستعصاءاتها في أفق لا نهاية له، وحلحلتها في مدى متشابك الألوان والأحجام.
يُخطئ من يعتمد بقراءة ألوان صورة االعلاقة الصينية العراقية، انها تفسر على انها ردة فعل صينية لمواجهة الغرب بفتح قنوات جديدة مع حلفائه في الشرق كما يدعي البعض.
الصورة الحقيقية، إن الصين أساساً تولي اهتماما كبيراً وواسعاً منذ القدم بالعلاقات التاريخية مع الأمتين العربية والاسلامية، والعراق الواقع في قلب طريق الحرير، يعد ركن مفصلي في هذا المسار، والشاهد على تلك الحقبات "طريق الحرير" التأريخي، الذي لم يأت من فراغٍ أو مصلحة من طرفٍ واحد، انما شقٌته إنجازات وتراكمات وثقافات وحضارات عريقة تحاكي الواقع، وتواكب التطورات.
بالعودة الى مستجدات نمو العلاقات الصينية العراقية والتي يجب ان تصل الى حدود "الشراكة الاسترتيجية"، كما يعمل من أجل ذلك تحالف الفتح، فإن العراق وفي ظل هذه العلاقة سيشهد في هذه المرحلة تطوراً سريعاً، ومن الطبيعي جداً أن يخوض شعب العراق تحديات كبيرة في تحديده لخارطة المستقبل، ومنه الانفتاح المنطقي على الشرق وفي طليعته الصين، والخروج من "شرنقة الغرب" التي يحاول بعض هذا الغرب وتحديداً الأمريكي أن يأسر الجميع لتبقى كأحجار الدومينو تدور في فلكه حيث يريد، لا كما هي تريد.
ما يريده تحالف الفتح ليس جديداً أو مستجداً، والفتح يعي أنه كلما تعززت العلاقات مع بكين أبدى الجانب الأمريكي انزعاجه فيحرك ضغوطه عبر تحريك الاتهامات ليصوب إعلامه سهامه تجاه العلاقات عبر اختلاق الأكاذيب.
يرى تحالف الفتح ان الأتفاقية مع الصين والتي ابرمها رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، صالحة لأن تكون مدخلاً من مداخل التعاون بين الصين والعراق في مجالات الموانيء والنقل والبنى التحتية والإسكان والزراعة والصناعة والطاقة والاستثمار والتمويل، والمساعدة في تحقيق التنمية المتنوعة للإقتصاد العراقي، وصولاً الى انجاز اطار لعلاقة تتمحور حول كيفية مقاربة القضايا المصيرية في المنطقة، ومن منطلق محدد وواضح، في الحفاظ على علاقاتها المتوازنة بدقة في جميع أنحاء المنطقة.
الفتح يرى ان الاستراتيجية الشاملة بين الصين والعراق، لم تكن لتنسج لمرحلة مؤقتة وآنية إنما أبرمت لتكون شراكة استراتيجية معززة بالثقة الى أبعد حدود.
أهمية هذه الشراكة أنها تفتح أبواب الطرق البحرية والبرية "الحزام والطريق" والذي يعتبر من أهم وأضخم المشاريع التنموية في العالم وخاصة لما يسمى شعوب العالم الثالث، كونه يؤسس لنهضة تجارية وصناعية ويربط دول اسيا بشرقيها الأدنى والأوسط بأوروبا وأفريقيا.
الفتح يدرك ان الصين تبني علاقتها ورؤيتها بتعزيز التعاون في الشرق الأوسط، وتسعى لتمتين دعم البلدان العربية والإقليمية في جهودها الرامية إلى بناء آلية أمن إقليمية شاملة ومشتركة للتعاون الجماعي، من أجل تحقيق السلام والازدهار والتنمية على المدى الطويل دون المرور في اتون التوسع الاستعماري.
شكرا 18/9/2021
https://telegram.me/buratha