د . حسين القاصد ||
في أكثر من مرة حاول السيد العبادي التفكير بزعزعة الحشد، وأقول التفكير، لأن الرجل لم يكن يقوى على غير ذلك؛ والغريب أن هذا التفكير بصوت عال رافق السيد العبادي في ذروة معارك التحرير التي كان يخوضها حشدنا الباسل؛ وقد صادف أن اصطحبت وفداً إعلاميا، ضم بعض الفنانين أيضا، إلى بيجي بعد تحريرها ووصلنا إلى مقر القيادة هناك، و استقبلنا مهندس الانتصارات تقدست دماؤه الزكية، وبدأ الحديث عن تحرير بيجي والتهنئة بانتصار الحشد، وخلال الحديث سأل أحد الأصدقاء وهو اعلامي بارز، سأل أبا مهدي المهندس عن محاولات حل الحشد، فما كان من الشايب العظيم الا أن يشير إلى إحدى الجهات وقال ( شوفو ذاك جبل مكحول) قلنا: نعم، قال : من يفكر بحل الحشد عليه أن يحاول تحريك جبل مكحول من مكانه!.
مضت الأيام وانتهت المعارك، وإذا بالسيد العبادي يصادر النصر ويطلق على قائمته اسم قائمة النصر، وهذه أول مصادرة عادت على صاحبها بالخيبة والخسارة الكبرى في الانتخابات، بعد أن انفرطت قائمته وتوزعت دماؤها على بقية القوائم.
قلت: كانت تلك أول محاولة لمصادرة ما للحشد من منجز وصفة، وقد كان الشهيد القائد مهندس الإنتصارات يلقب بالشهيد الحي؛ وقد نال ما يتمناه وارتقى إلى سماوات المجد، لننصدم بعدها بمن يلقب نفسه بالشهيد الحي وهو الذي لم تستقم لديه جملة مفيدة واحدة، حتى صرنا نخجل من أنفسنا وتاريخنا حين نستمع إليه وإلى تصريحاته الهوليودية؛ ومثلما انفرط عقد قائمة النصر تحول منتحل لقب الشهيد الحي إلى ميت على قيد الحياة، لا يملك أي قرار في أي صدد.
اتذكر كل هذا وأعيد الشريط مرات ومرات، لأتساءل ماذا لو لم يكن لدينا حشد؟ هل كنا نستطيع الثأر لضحايا سبايكر؟ هل كنا نستعيد المحافظات السبية؟ اسألوا سنجار عن الحشد قبل أن تسألوا المسلمين سنة وشيعة، واسألوا الحدود عن الحشد ومن يذود عنها الان ويتحمل طعنات الظهر والخاصرة ويصبر حفاظا على وحدة العراق.
اسألوا المطار فهو الشاهد على أن الحشد هو العراق، فهل رأيتم تشكيلا في العالم يستشهد قائده ومهندسه ولا يهتز ولا يتزعزع، بل يزداد قوة وعزما. في كل خرق أمني حين يسألني من يعرفني عن الحل النهائي لهذه الخروقات، أجيبه : آخر العلاج الحشد.
https://telegram.me/buratha