مهدي المولى ||
نعم الديمقراطية لها قيمها وأخلاقها الخاصة وعلى الشعب الذي يرغب السير في طريق الديمقراطية ان يتخلق بأخلاقها ويتحلى بقيمها وإلا لا ديمقراطية ولا ديمقراطيين
فالديمقراطية ليس سلعة مستوردة يمكن استيرادها ولا رداء يمكننا ارتدائه ونصبح ديمقراطيون بل الديمقراطية هي مستوى معين وواقع وظروف يجب ان يكون الشعب مهيأ لها وهذا المستوى والواقع والظروف على الشعب ان يصنعها بنفسه حتى يكون مهيأ للديمقراطية.
من هذا يمكننا القول ان العراق عاش تحت ظل حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة منذ استشهاد الإمام علي وحتى يوم 9-4- 2003 عاش تحت حكم دكتاتورية مستبدة في ظل عبودية فردية عائلية حددت له أخلاقه وقيمه وحركته ومعتقده وعدوه والويل له ان خرج على ذلك وحاول الطاغية المقبور خلال حكمه ان يطبق ذلك الظلام وتلك الوحشية ويرمم كل شي حاولت ضربات الحرية والأحرار تدميرها.
وفجأة جاءت أمريكا فنقلت العراقيين من الظلام الى النور ومن العبودية الى الحرية ومن حكم الرأي الواحد الفرد الواحد الى تعدد الآراء الى حكم الشعب لا شك ان الشعب غير مهيأ لذلك فلا تزال أخلاق وقيم العبودية هي السائدة والغالبة.
لانه كما قلنا ان للدكتاتورية وللعبودية أخلاقها وقيمها الخاصة والشعب الذي عاش في ظلها آلاف السنين لا شك إنه تطبع بطابعها وتخلق بأخلاقها وعندما ينتقل فجأة الى الديمقراطية الى الحرية فهذه هي الأخرى لها قيمها لها أخلاقها الخاصة التي تتعارض مع أخلاق وقيم العبودية فأنه أي الشعب استخدم قيم وأخلاق الدكتاتورية والعبودية في ظل الديمقراطية والحرية أي التعددية الفكرية والسياسية وهنا تحل المصيبة الكبرى والرزية العظمى بالشعب ويعيش الشعب في حال أكثر سوءا من الحال التي كان يعيشها في ظل الدكتاتورية والعبودية وهذه هي حال العراق والعراقيين بعد الانتقال المفاجئ من العبودية الى الحرية ومن الدكتاتورية الى الديمقراطية حيث استخدمنا أخلاق وقيم الدكتاتورية والعبودية في ظل الديمقراطية والحرية التعددية الفكرية والسياسية فأدت الى فساد كل شي وانهيار كل شي حتى أخذنا نترحم على دكتاتورية وعبودية صدام.
المعروف جيدا ان العشائرية والديمقراطية لا يلتقيان كما تعتبر أي العشائرية من أهم أركان وأسس الدكتاتورية والعبودية وحصنها الحصين والحامية لها والمدافعة عنها لهذا كل طاغية مجرم يريد ان يثبت حكمه ويطلق يده في قتل الناس في نهب أموالهم في اغتصاب نسائهم يعتمد على العشائرية وشيوخها منذ عهد الطاغية معاوية والى عهد الطاغية صدام المؤسف والمؤلم ان دعاة الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية والانتخابات الحرة النزيهة في كل حملاتهم الانتخابية لم نسمع او نرى أي دعوة الى المثقفين الى العمال الى الفلاحين الى المرأة الى الشباب الى العراقيين جميعا بغض النظر عن طوائفهم عن قومياتهم عن أديانهم بل كل دعواتهم الى العشائر وشيوخها حتى أصبحت الأعراف العشائرية هي الحاكمة وشيوخها هم سادة البلد.
والشيء الصادم هو عندما تستمع الى عبيد وجحوش صدام وهم يتحدثون عن الديمقراطية فهم كعبيد ليسوا بمستوى الديمقراطية يحاولون الإساءة للديمقراطية رغم سلبيات صدام وسلبياتهم ولا تزال مفاسد وجرائم صدام هي السائدة وقيم وأخلاق صدام الهابطة والحقيرة هي الغالبة إلا أن شعبنا مصمم على السير في طريق الديقراطية والتعددية الفكرية والسياسية
لكننا نؤكد رغم السلبيات والمفاسد الكثيرة إلا أننا نعيش أعزاء كرماء لأننا أحرار في كلمتنا أما في زمن صدام فكانت الكلمة الحرة تذبح مع صاحبها قبل ان تنطلق من فمه.
https://telegram.me/buratha