مهدي المولى ||
نعم لا تغيير ولا تجديد إلا عن طريق الانتخابات ومن يقول غير ذلك إنه يريد الفوضى وإفشال العملية السياسية والحرب الطائفية والقومية والعشائرية إنه يريد عودة الدكتاتورية وحكم الفرد الواحد والعائلة الواحدة والقرية الواحدة أي عودة حكم الطاغية صدام إنه يريد تقسيم العراق الى دويلات تحت حماية إسرائيلية على غرار دويلات الجزيرة والخليج .
هذه حقيقة واضحة ومعروفة وملموسة لمس اليد رغم تبرير مقاطعتهم للانتخابات لأسباب مضحكة تدل على فشلهم السياسي وإفلاسهم الشعبي والجماهيري مثل وجود المحاصصة السلاح المنفلت وجود الإرهاب والعنف وسيطرت الفساد والفاسدين ونحن لا ننكر ذلك ونؤكد على وجوده لكن كيف نزيل ذلك ونقضي عليه.
ولو صدقنا أقوال المقاطعين للانتخابات بأنهم شرفاء والذين يريدون الانتخابات فاسدون السؤال الذي يوجه الى المقاطعين للانتخابات كيف تزال المحاصصة والقضاء على السلاح المنفلت وعلى العنف وعلى الفساد والفاسدين هل تعلنون الحرب الكفاح المسلح العنف للقضاء على ذلك إم عن طريق الانتخابات.
لا شك ان اخترتم طريق الحرب العنف اخترتم قتل أنفسكم وقتل الشعب العراقي وتدمير العراق وقتل العراقيين أما إذا اخترتم الانتخابات فيحدث التغيير والتجديد لا أقول مائة بالمائة وهذا التغيير والتجديد يتوقف على همتكم على احتضان الجماهير الشعبية لكم واذا حدث تغيير 10 بالمائة او 5 بالمائة يعتبر انتصار للقوى الأصيلة الحقيقية التي تنشد التغيير والتجديد لأن هناك واقع وعلى تلك القوى أن تعترف به وتنطلق منه فالشارع لهم ولا يمكن لأي قوة أن تزيله عليكم ان تعترفوا بما تسمونه بالإسلام السياسي وقوة تأثيره لدى الجماهير فاحتقار الإسلام والتجاوز على الإسلام السياسي ليس في صالح الديمقراطية وليس في صالحكم.
فالتغيير والتجديد لا يحدث دفعة واحدة وإنما تدريجيا فالحياة لم تبنى دفعة واحدة وإنما على مراحل حسب الظروف والواقع الذي تمر به واثبت الذي يرفض الواقع يقتل نفسه ويقتل الفكرة التي أتى بها في كل التاريخ.
علينا ان نتفق بقناعة كاملة على إن الأفكار لا تتصارع بل تتلاقح ان تتفاعل مع بعضها البعض حيث أثبت الواقع إذا تصارعت الأفكار يعني تدمير الحياة وقتل الإنسان وإذا تلاقحت تفاعلت مع بعضها يعني بناء الحياة وسعادة الإنسان.
فتصارع الأفكار عادة حيوانية وحشية وتلاقح وتفاعل الأفكار عادة إنسانية حضارية وبما إننا دون الإنسان مستوى أي لا زالت العادة الحيوانية الوحشية مسيطرة على تصرفاتنا لهذا على الذي يعتقد إنه خرج من سيطرت العادة الحيوانية الوحشية إن يبدأ باحترام كل الآراء والأفكار والمعتقدات ويسعى لترسيخ ودعم عملية تلاقح الأفكار وتفاعلها مع بعضها لا تصارعها والانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لخلق شعب يؤمن بذلك ويرتفع الى مستوى الإنسان.
وخلال رؤيتي للأحداث التي جرت وتجري فالعراق وجدت ان أغلبية المجموعات الإسلامية أكثر تمسكا بهذه الحقيقة اي بحقيقة تلاقح الأفكار وتفاعلها لا تصارعها إلا (المجموعات الشاذة المنحرفة المأجورة التي تسترت بالإسلام للنيل منه) من دعاة العلمانية والمدنية واليسارية في العراق هل هناك شك.
https://telegram.me/buratha