المقالات

البحارنة كما عرفتهم قبل ربع قرن


منذ اكثر من ربع قرن مضت عرفت اغلب شيوخ ورجال قبيلة ربعية والبحارنة خصوصا الذين يسكنون في منطقة البراضعية .. حيث جامع البراضعية الكبير الذي كان يتولاه الفقيد الميرزا هادي جمال الدين رحمه الله.

اكتب عن البحارنة لان ذلك شهادة للتاريخ ان فترة الحرب العراقية الايرانية وما تلاها كانت من اصعب الفترات واقساها على اتباع اهل البيت(ع) فوجدت هذه القبيلة قد شمرت ساعديها لإقامة مجالس الوعظ والارشاد في شهر رمضان والمأتم الحسينية في شهري محرم وصفر في فترة التسعينات.

فترة التسعينات لغاية السقوط كانت فترة مظلمة استبدادية مشحونة بالدم والسجن والتهجير. " ويحق لي ان اقول عنها انها تشبه كثيرا ــ ما قبل الهجرة وما بعدها" بينت معادن الرجال ومدى تمسكهم بمذهبهم واقامة شعائر الامام المظلوم الحسين بن علي(ع) فكانت مجالس البحارنة البصريين من المجالس المشار لها بالبنان. فهم اضافة الى جامع البراضعية الكبير كانت حسينية الفردان تقيم المجالس . وكان احد ابناء السادة الفردان متولي تلك الحسينية وقتها وقد اخبرني ان افرادا من الأمن والحزب يبتزونه كل ليلة مبلغا من المال لموافقتهم الاستمرار بالقراءة الحسينية .

وهناك حسينية ثالثة في تلك المنطقة هي حسينية المرحوم الحاج طالب مدن واتذكر اني قرات فيها اخر مجلس في زمن النظام والطائرات تحوم على رؤوس الناس في البصرة وتصب حممها في اماكن تختارها.

اما جامع البراضعية غالبا يخدم فيه من البحارنة واخوانهم من عشائر اخرى . هؤلاء حولوا المجالس الى مهرجان ديني حسيني . يضم المئات من الحاضرين, وقد اخبرني جماعة من ابي الخصيب والجمهورية والحيانية وخمسة ميل انهم يستأجرون سيارات ويحضرون كل ليلة الى المجلس الحسيني لتأكيد التزامهم بحب ال محمد رغم ما يحظ تلك الممارسة من مخاطر.

هذه الخاطرة اكتبها للتاريخ بتوثيق نهج البحارنة البصريين وموقفهم مع المجالس الحسينية التي كانت كافية ان تحتسب جريمة تعاقب عليها المحاكم تلك الفترة بالإعدام , واخيرا اذكر حادثة كنت مكلفا فيها بالقراءة في بيت المرحوم السيد مصطفى جمال الدين , حيث لم يستطيع ابناءه اقامة فاتحة له بالعراق بعد ورود خبر وفاته في سوريا . فاستغل احد ابناءه مناسبة استشهاد الامام امير المؤمنين(ع) وتم الاتفاق ان اقرأ مجالس من ليلة 18 الى ليلة 22 منه. فكانت ليالي حسينية تقرأ فيه قصائد المرحوم السيد مصطفى جمال الدين , ويحضره عدد من الادباء والمهتمين بالشأن الثقافي والديني.

هذه صورة لمواقف الصمود بوجه الانحراف والطواغيت من قبل اهل البصرة عامة والبحارنة خاصة .

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك