ضحى الخالدي ||
ما دمنا نتحدث عن الولاء فلا بد من التأكيد على مسألة مهمة هي وجود الولاء للدولة العراقية، للوطن، لدى كل مقاتلينا في الجيش والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، لكن (ورداً على دعاة حل الحشد الشعبي، أو دمجه بوزارتي الدفاع والداخلية) لا يمكن تسليم أكثر من مئة ألف أسد ليقودهم...شخص تخلى عن العراق يوماً ما، وسلّم إحدى أهم محافظاته بيد الدواعش في مواجهة بضعة عشر سيارة حمل –بيك أب- تعلوها (أحادية)! من الصعب حتى تخيل ذلك، لا يمكن جعل هؤلاء الأسود تحت إمرة ضباط يتخلون عن الجنود وهم يستنجدون لساعتين عبر أجهزة اللاسلكي دون استجابة، كما تُرِك الشهيد في الجيش العراقي مصطفى العذاري مصاباً في أرض المعركة، أو كما تُرِكَ أخي مصاباً في أرض المعركة لساعة ونصف بسبب دليل مناطقي أرشد سريتهم في الجيش العراقي الى منزل مفخخ، ثم هرب، ورفض الآمر الطائفي إخلاء أخي الجريح مع القطعات المنسحبة، وبقي وحيداً مع صديقه الوفي الذي رفض التخلي عنه، وظل ينادي القطعات القريبة لنجدتهما عبر اللاسلكي، دون جدوى، ولم يستجب له سوى قوة تابعة لعصائب أهل الحق –قبل أن يطلق على الألوية تسميات الأرقام 41، 42، 43..) لم تكن الأقرب إليهما مسافةً، ونقلوه الى المستشفى لتفيض روحه الطاهرة شهيداً هناك، ولولاهم لما تمكّنا من العثور على جثمانه، ولأُحرق كما أحرق مصطفى العذاري.
لا تعوز الجندي العراقي الشجاعة، بدلالة أنه مع انهيار القوات المسلحة العراقية قبل الفتوى، وحين كانت فصائل المقاومة قد انبرت للدفاع عن حزام بغداد ودفع الخطر عنها وعن محافظات الوسط والجنوب لا سيما كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، التحق بها عدد من الجنود المنسحبين الذين تخلى عنهم الضباط والقادة، حتى تعافى الجيش والشرطة، واستطاعا أن يلملما شتات ما تبعثر منهما ويستعيدا عافيتهما للتصدي لشر داعش كتفاً الى كتف مع إخوتهم.
بعودة سريعة الى التأريخ القريب فإن قيام الحاكم المدني للاحتلال سيّء الذكر بول بريمر بحلّ الجيش السابق، أراد بناء جيش جديد على أسس احترافية غير عقائدية، وهذا يحوّل أي جيش الى مجموعة من المرتزقة؛ فيما مضى كانت العقيدة العسكرية للجيش العراقي هي عقيدة روسية لمرحلة ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، فما هي عقيدته اليوم؟؟
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha