زيد الحسن ||
كل عملية جراحية كبرى او فوق الكبرى ، يرافقها آلم و اوجاع ما بعد الجراحة ، ولا يمكن لأي جراح مهما كانت مهارته ان يمنع هذا الآلم ، لكنه ينجح اخيراً في منح الشفاء التام لهذا المريض.
دعونا لا ننسى مرضنا الذي لم يمر على بلداً قبلنا ، مرض استمر ينهش في جسد العراق اربعة عقود او يزيد ، حتى اننا جميعاً اسلمنا للامر واصبحنا لا نصدق فكرة زواله بأي شكل من الاشكال ، واعددنا اغنيتنا للمستقبل ( هلا بيك هلا ، هلا ببن حلا ) ، نعم كنا على ثقة ان نظام العفالقة سيستمر حتى ابن حلا .
مهما قارن قصار النظر بين ما تحقق بعد انهيار نظام قائد الظرورة ، ساكن ( الجحورة ) وبين النظام الديمقراطي الحالي ، وارادوا وضع مقارانتهم يسقط باياديهم ، والسبب اننا مازلنا احياء ، نحن الذين عاصرنا حقبة الهدام ، ونعرف الويلات التي كان يسقيها لنا صبح مساء ، لقد اصبح جسد العراق مصاباً بمرض يصعب شفائه ، وعجز كبار المناضلين عن اجراء عملية لهذا المرض ، وكم ضحى من ابطال عظماء في محاولة العلاج لهذا المرض ولم يحالفهم الحظ ، حتى اتت ساعة الاستجابة من الله سبحانه وتم القضاء على زمرة البعث العابث .
اقدم اليوم دليلا بسيطا ، دليلا لايقبل الشك على اننا في نعمة و خيراً ما بعده خير ، الانتخابات القادمة باب من ابواب هذا الخير لجميع العراقيين ، وهو مفتاح المفاتيح ، فليرشح من يرشح وليتقدم من يتقدم ، وجميع التسهيلات موجودة ولن يمنع احداً ، ورجاء لا تصدقوا ابواق الاشرار الذين يدلسون على الناس ، الانتخابات مفتوحة امام كل الشخصيات سواء السابقة او الشباب الجدد ، وهذه العملية هي مكسب ما بعده من مكسب .
كل السلبيات التي رافقت العملية السياسية نحن جميعاً اشتركنا فيها ، تارة في سوء اختيارنا لمن يمثلنا ، وتارة اخرى بسكوتنا وعدم معرفة ماهي حقوقنا و واجباتنا ، اوليس اليوم بات الطريق واضحاً و جليلاً امام الجميع ، ومن اراد السير بخطى ثابته لن يعرقله شيء ، ومن اراد ان يعالج جرح سيكون الله معه و ناصره .
العراق يمتلك جراحين كبار من قادة الكتل السياسية كقادة الفتح، ومن المفكرين النيرين ، ومن المخلصين من المتصدين؛ وهم سيجرون العملية الكبرى هذه المرة في جسد العراق ، ونحن عانينا الاوجاع مسبقاً فلن يكون هناك آلم بعد اليوم ، ان احسنا الاختيار
https://telegram.me/buratha