سميرة الموسوي ||
( السلام على رسول الله أمين الله على وحيه وعزائم أمره الخاتم لما سبق والفاتح لما أستُقبِل والمهيمن على ذلك كله... )
في السلام هنا تأكيد على أن العالم يفتحه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهو المهيمن بأمر الله على ذلك كله .. يفتحه لرسالة الاسلام وبمنهج الاسلام الذي إتبعه كل اهل بيت النبوة لتتحق رسالة الاسلام وهي أن يُعبد الله وحده لا شريك له فلا خنوع ولا خضوع ولا خوف من أحد أو دولة كبرى أو صغيرة ، فلقد ختم رسول الله ما قبلة لتبدأ البشرية بداية جديدة يفتحها لهم رسول الله ، ويطبق الفتح أهل البيت حد الاستشهاد بمنهج جامع مانع هو الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية .
في السلام ( .. الفاتح لما أستقبل ..) لان الاستكبار تجاوز حدود الله حيث يقول جل وعلا ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ، والمنهج إستوعب مضمون الآية بكل مفرداته .
قبل واقعة الطف كانت راية الاسلام قد أشرقت على العقول والقلوب والارواح لكن الانسان إستكبر وطغى ،وكان لا بد أن يرد الى جادة الصواب بالاصلاح وليس لها عندئذ سوى ريحانة رسول الله الامام الحسين عليه السلام فلقد إنحرف الحكام فلم يتقوا ربهم الرقيب عليهم ولا بد من الثورة ،يقول جل وعلا ( يا أيها الناس إتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا ونساء وأتقوا الله الذي تساءلون به الارحام إن الله كان عليكم رقيبا ).
الامام حين خرج أكد للناس أن خروجه من أجل الاصلاح ،وبذلك إشترط أن الخروج حتمي على الناس حين يكون من أجل الاصلاح .. فكان يوم الطف ، اليوم الذي فيه .. فتحُُ لما أستُقبِل ... فيوم الطف إنتصار الدم على السيف الى يوم الدين ، إنتصار قضية المنهج على غوايات التسلط والهيمنة.
تساقطت الدول الكبرى اليوم حين إنحرفت عن مضمون المنهج العلوي الحسيني ، وتقدمت الشعوب بمعارفها حين كان طريق الحق حاضرا ، الطريق الذي دعا اليه إمام المتقين ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه )
كل دولة أو شعب إنتهج غير هذا المنهج لم يفلح ولم ينل سعادة حقيقية ترتجى وإن بدا على بعض الشعوب غير ذلك ظاهريا ،أما السعادة التي تأتي من خلال منهج أهل البيت فإنها مباركة شكلا ومضمونا .
كان أشد الظلامات ثقلا وبشاعة ما وقع على الشعب الفلسطيني من الصهيونية العالمية ولا سيما ما وقع على القدس الشريف وبما أن الثورة الخمينية سلكت طريق الحق لتنتصر إنتصارا باهرا غير مسبوق ، فقد وجد قائد الثورة أن إنسانية المنهج ومبدئيته تقتضي الانتصار للمظلومين الفلسطينيين ولذلك قرر عام ١٩٧٩ ان يكون كل يوم جمعة أخيرة من شهر رمضان من كل عام يوما عالميا للقدس الشريف .وقال مؤكدا البعد الانساني لضرورات الثورة ( ... إن يوم القدس يوم عالمي ،ليس يوما خاصا بالقدس ،وإنما يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين .. ) .
فمن يوم الطف مرورا بالثورة الخمينية مرورا بهزيمة الاحتلال في أفغانستان نتلمس المنهج العلوي الحسيني يعمل في كل مفصل ضد المستكبرين ، فكل ثورة إنتهجت هذا المنهج إنتصرت إنتصارا معطرا بمدد من الله حيث يقول جل وعلا ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين .
مدد الله قائم من أجل خلقه الى يوم الدين .. الارادة الربانية فاعلة حيثما كان سمو الهدف إنقاذ الانسان من الطاغوت .
تقود العالم اليوم حكمة ربانية لا ينعم بها إلا الذين .. قالوا ربنا الله ثم إستقاموا ، وتمسكوا بالعروة الوثقى ووضعوا دم الحسين نصب أعينهم ليسلكوا المنهج بثقة عالية .
... وكان حقا علينا نصر المؤمنين ..