مهدي المولى ||
المعروف إن صدام صنيعة المخابرات المركزية الأمريكية هي التي أوجدته وهيأته وأوصلته الى الحكم وكلفته بمهمات كثيرة بتمزيق شمل العرب والمسلمين والقضاء على وحدة العرب والمسلمين ومنع أي نهضة عربية إسلامية وحماية إسرائيل والدفاع عنها واعتقد إنه أجاد المهمة وأنجزها على أتم وجه سواء في التأمر على العراق على القضية الفلسطينية على الأمة العربية على الأمة الإسلامية حتى على العالم وعندما انتهت مهمته ورأت فيه الخروج على الحدود التي رسمتها له قررت أمريكا إنهائه وقبره كما تقبر أي نتنة قذرة.
لا أنكر إن أمريكا حررت ساعدت العراقيين في إنقاذهم وتحريرهم من نظام وحشي استبدادي ظالم لا مثيل له في التاريخ لا هتلر ولا ستالين ولا الحجاج ولا معاوية ولا نيرون بحيث لا يشعر بالراحة والسعادة إلا بدفن العراقيين رجالا ونساء وأطفالا وهم أحياء ويطرب فرحا وهو يسمع صراخهم وعويلهم وما اكتشفت من مقابر جماعية إلا جزءا يسيرا من عددها الفعلي لا زال أكثر من 6 ملايين عراقي لا يعرف مصيرهم ليت الحكومة العراقية تدعوا العناصر التي اشتركت بصنع هذه المقابر الجماعية الى العودة الى العراق واذا كان قسم منهم في العراق عليهم ان يعلنوا عن أنفسهم مقابل العفو عنهم من أجل ان يكشف عن المقابر السرية والجماعية من الطبيعي لديهم أسرار كثيرة ومهمة عن الجرائم التي اغترفها الطاغية وزمرته المتخلفة البدوية.
المعروف أن أمريكا ليس لديها أصدقاء دائمين بل لها مصالح دائمة وليس لديها أخلاق ولا قيم ولا إنسانية وما تتشدق بها من حرية الرأي وحقوق الإنسان والديمقراطية كلمات تستهدف من ورائها تضليل الشعوب وخداعها ومواجهة كل شعب يخرج عن إرادتها عن طوعها.
إذا كانت أمريكا تعتقد إن نهاية صدام وقبره قد تخلصت من أكبر عميل كانت تخشى تهوره وحماقته وفي نفس الوقت ستجعل من العراقيين طوع أمرها وستجعل العراق بقر حلوب والعراقيين كلاب حراسة كما هو شأن العوائل المحتلة للجزيرة والخليج كعائلة آل سعود آل نهيان آل خليفة وغيرهم لكنهم عجزوا عن هضم العراقيين فالشعب العراقي يعتز ويفتخر بحريته بإنسانيته بعراقيته شعب حضاري إنساني ولا يمكنه ان يفرط بهما مهما كانت التضحيات والتحديات لهذا شعرت أمريكا بالندم على ما قامت به لأنها لم تجد ما يحقق رغباتها ورغبة بقرها وكلابها في المنطقة.
فالشعب الذي لا زال يصرخ صرخة الحسين في يوم ألطف هيهات منا الذلة كونوا أحرارا في دنياكم والله لم أر الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما لا شك إنه من المستحيل إخضاعه وترويضه لهذا بدأت تفكر في التغيير والعودة الى نظام صدام الى حكم الدكتاتورية الى حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة على غرار حكم آل سعود.
لأن النظام الديمقراطي التعددي نظام حكم الشعب نظام الدستور والمؤسسات الدستورية نظام القانون والمؤسسات القانونية سيجعل من العراق بؤرة إشعاع تنير العقول وتحث الجماهير على المطالبة بحقوقها ويكون مصدر خطر على المصالح الغير شرعية الأمريكية وعلى بقرها وكلابها في المنطقة العربية والإسلامية.
فالعراق الحر قرر بعزيمة وإصرار على السير في العملية السياسية السلمية وبناء الديمقراطية والتعددية بفضل المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الإمام علي الحسيني والحشد الشعبي ومناصرة إيران.
فإذا أمريكا ندمت على الإطاحة بنظام صدام وتعمل على إعادته فهذا شأنها وإذا ما أقدمت على العمل لا شك أنها تقدم على الانتحار.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha