المقالات

الشهداء تجار..لوحة من قصة الشهداء تجار ..

1674 2021-09-02

 

مازن البعيجي ||

 

وفي مساء ليلة اتجَهتْ نحو صورة ولدها حينما كان بجبهات القتال، حيث تزيّن الحائط بصورة له مع الحاج سلي|ماني "قدس سره"، وقالت بانكسار وعبرة ودموع..كيف تقبلون أيها الشهداء ان اكون بهذه الحال الصعبة؟ وهي تتكلم اقتربت من الصورة ومسحت دموعها بحجابها ثم مسحت الصورة وكأنها تتبرك بشخوصها، ذهبت للنوم صبرا بعد أن اطمأنت على اولاد الشهيد الذي في عهدتها بعد زواج أمّهم بضغط من أهلها.

وفي عالم الرؤيا إذ بأمرأة لها هيبة وسطوة روحٍ وقد اقتربت منها وضمّتها الى صدرها ، تمسح رأسها بكفّ حنون وهي حزينة،

وقالت: لابأس يابنتي لكل شيء حل ونحن معك، أذهبي إلى سوق المدينة واسألي عن الحاج "مهدوي البزاز" واخبريه بحالك وحاجتك، تقول أم الشهيد.كأني اهوي على قدمها أقبّلها لما وقع في قلبي من عشق غمرني واجتاح جوانحي وكأنها طبيب أخبر العلل!

استيقظتُ من نومتي غير مصدِّقة مارأت عيناي في عالم الرؤيا؟!! تأملتُ عمق الرؤيا التي نفذت الى روحي وتركت كمًّا من الانشراح والارتياح تُرى ياألهي مَن تكون هذا المرأة؟!!! جلستُ في مكاني مابين بكاءٍ وشكرٍ وتوسلٍ، ليس للوعود بل لما رأت من نورِ تلك المقدّسة وهي ترسل برسالتها بواسطتي!!، وبقيت ام الشهيد بين التردد والوجل في البحث عن الحاج مهدوي لثلاثة أيام  تهمس لنفسها كيف لي الذهاب الى مكان غالبيته رجال وكيف لي أن  أسأل عن رجل بلا إثارة الشبهة وسوء الظن!! وبين الهواجس والإقبال، وضغط الحاجة والرغبة في تنفيذ أمر تلك المهابة الجليلة    قررت الذهاب الى سوق المدينة وقالت لنفسها: سوف أمضي لاسأل عن ذلك الشخص فإن وجدته فذلك دليل على يقينية الرؤيا وصحة الرسالة.

وبالفعل، دخلت السوق ولا تكاد تحملها قدماها من شدة الحياء!! وهكذا هنّ بنات العقيدة ومَن لهنّ في مدرسة الحياء "الزينبي والفاطمي" قدوة وأسوة وذلك هو أثمن وأعلى رصيدا للمؤمنات وحيث زينب"عليها السلام" التي لم يُرى حتى خيالها وعند الاضطرار بدَت كأميرةٍ رغم أسرها لايُرى منها سوى الشاخص ورغم ذلك كان أشدّ عليها من وقع السيف، نعم!! فالمجتمع قد أدار ظهره ونسي تكليفه من الالتفات الى مضامين الستر والعفاف والحياء! المهم دخلت ام بهاء السوق وكان على شكل شارع بعرض عشرة أمتار تقريبا، مسقف وتتدلى منه مصابيح تنير المحلات المختلفة، ومن شدة خجلها قد تيبس فمها وتحشرج الكلام في صدرها، في تلك الاثناء وقف بائع للماء ولد صغير قائلاً: أمي بخدمتك، قالت: هل تعرف الحاج مهدوي البزاز؟!

قال: نعم أمي ومن لا يعرفه فهو ربّ هذا السوق وشيخه، فرحت بعمق ووجل وازداد خجلها، الخجل الذي غادر اغلب بنات مجتمعاتنا وهو الذي يعتبر "هوية المرأة" جاء بها بائع الماء وأوقفها بباب محل صاحبه ، كان يجلس على الأرض وبيده قطعة قماش يقرضها بالمقص، ويتحدث مع شاب على جانبه ثلاثيني العمر ، سلمت عليهما، ردا عليها السلام، لكن "حاج مهدوي" الرجل الذي ناهز السبيعن عاما، بوجهه المنير وطلعته الجليلة، وبعد أن ارسل الطمأنينة في روحها،

قالت: من الحاج مهدوي ؟

قال: انا يابنتي تفضلي

قالت : انا...وقبل ان اكمل .اشار لي ان اسكتي لقد عرفتك ثم نهض من مكانه والدموع تترقرق في عينه وقال: أين كنت منذ ثلاث ايام فقد انتظرتك ياابنتي؟!

فما ان سمعتُ كلامَه حتى اختنقتُ بعبرةِ لم تمكنني من الكلام،

قال: تفضلي ابنتي والشخص الضيف فورا فهم الأمر وانصرف، قال: لا اريد شيئا منك فقط دلّنيي على بيتك! وقدم لي كأسا من الماء استأذنت منه واخذته الى بيتي وقصصتُ عليه امر ابنة الشهيد وما قال طبيبها بشأن حالتها.

ذهب الحاج مهدوي بعد أن تأكد من العنوان، وفي الرابعة عصرا ارسل لي سيارة والسائق هو ابنه وذهبنا الى طبيب يعرفه، اكمل كل ما هو مطلوب من فحوصات وحدد موعدا للعملية في إحدى المستشفيات الأهلية، وكنت مستغربة كيف عرفني؟! وكيف عرف انني منذ ثلاثة أيام في حيرة ولم اخبر احدا؟! رغم ذلك لم اتجرأ لاسأله، وبعد فترة أجريت العملية وشُفيت البنت، وأوعز الى اصدقاء له مقاولين بترميم البيت وإصلاح نواقصه بما يليق وعائلة الشهيد، وفعلا بعد فترة أصبح بيتها من اجمل البيوت، وحدد لها مبلغا محترما في كل شهر يصل لها بيد ولده.

لكنها قررت ان تسأله ذلك السؤال الذي في قلبها،

وقالت: يا حاج بالله عليك كيف عرفتَ بوضعي دون أن نتكلم مسبقا؟!

قال: ابنتي منذ ثلاثة أيام قبل مجيئك جائني بالرؤيا الحاج سلي|ماني ومعه شاب شهيد جميل الطلعة وقال لي: ياحاج مهدوي قد حصل الأذن بتكليفك مساعدة العلوية ام بهاء من أموالنا التي تصل إليك على اكمل وجه.

فكنتُ انا بانتظارك وانت لستِ اول حالة اتكفلها

فعمر عمك هذا قد قضى بفضل الله تعالى نائبا عن كثير من الشهداء وتلك اموالهم ولااملكُ شيئا..

بكت ام بهاء وحمدت الله سبحانه وتعالى على نعمة العقيدة ووسام شرف الشهادة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك