عبد الحسين الظالمي ||
رساله للسيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي ولكل الخيرين من ابناء الوطن .
مهما كانت اسباب الخلاف ودوافعه تبقى الاثار الناجمة عنه تفرض على المختلفين قواعد تعامل ، هذا اذا اما تطلب منهم إدراك الحقيقة والتي هي (الخلاف والاختلاف كالنار غالبا ما لا تحد بحدود خصوصا اذا خرج من دائرة مسبباته وتحكمت به اثاره ووجد من يحرك الريح او من يضع الزيت على النار لانه مصلحته وربما حقده يتطلب ذلك وعندما يخرج من السيطرة سوف يحرق الجميع ) . ودليل على ذلك ( ايما فرح فرحوا عندما انسحب السيد الصدر من المشاركة في الانتخابات وايما حزن وتخوين وطعن عندما قرر العودة )
لا احد ينكر ان الوسط والجنوب وربما الوطن كله قد تضرر ايما ضرر من الخلاف بين القطبين السياسين ( السيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي ) وحتى نفس القطبين اصابهم الضرر بشكل كبير واكثر من ذلك ان هذا الخلاف قد اسس لكل الخلافات والانشقاقات في الساحة الشيعية. وربما كان السبب في فشل اغلب الحكومات. التي توالت على الحكم بعد نشوب هذا التقاطع والخلاف. .
فهل الخلاف خلاف عقائدي لايمكن ردم فجوته ؟.
وكل الطرفين فرضت عليهم المصلحة الوطنية التعامل حتى مع الاعداء فكيف بالخصم السياسي الذي يتطلب الخلاف معه قواعد اشتباك خاصه محكمة تنتهي بانتهاء المسبباب!! وتبقي حقيقة انه
اخ في الدين والمذهب والوطن والساحة السياسية ومصير الوطن والمواطن والاتباع كلهم قد احترقوا بنار هذا الاختلاف .
وهل يوجد خلاف ومشكلة بالكون لا يمكن حلها ؟ .
مهما كانت المبررات والاسباب فالنتائج والاثار الكارثية التي نجمت عن خلاف الاخوين تتطلب ردمه وإنهاء وايقاف اثاره الكارثية التي احترق بها الجميع والعقل والمصلحة تتطلب ان ينتهي .
العمل المشترك والاتفاق على المبادىء والخطوط العريضة اصبحت ضرورة ملحة جدا
والوطن ينادي بل يأن من اثار هذا الخلاف .
هل ان الوطن ورفاق الدرب والاصدقاء جميعهم عاجزين عن حل خلاف بين طرفين يشتركان بالله والدين والوطن وساحة العمل وقلوب الاتباع مها كان طبع كل واحد منهم وقوة تمسكه بالاسباب والدواعي ؟ .
وهل الكل عاجزين عن حل خلاف بين طرفين والقران يدعو الجميع ( وان طائفتان من المومنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ) فكيف بالذين لم يصلوا الى مرحلة القتال ؟. وان حصلت فهي مقطع جزئي من زمن مضى عليه اكثر من عقد من الزمن .
المهم بالموضوع ليس الاختلاف بل ليس كل اختلاف ولكن اثار هذا الاختلاف قد تعدت الحدود وباتت تهدد وطن وتهد مواطن بكل تفاصيل حياته.
ربما يقول قائل ليس هذا الخلاف وحده من يشكل هذه الكارثة وانا اقول ومعي كل العقلاء نعم ولكنه يبقى سببا للعجز عن مقاومة الكوارث الاخرى وكذلك يعد سببا من اسباب الفشل للوقوف بوجه مؤمرات الاعداء الذين لايريدون للعراق الخير وربما حتى لبعض الخصوم الذي تتطلب مصالحهم استثمار هذا الخلاف واستغلال الفرقة ،بل يعد سببا رئيسيا في العجز عن اصلاح الامور وتعديل المسار الذي بات مطلب للجميع .وقد يقول قائل انك لست من يعلم السيدين تكليفهم الشرعي والوطني
والجواب نعم ولكني ابقى اخا وابنا وشريك في الوطن
وادعي الايمان وهذا الموقف مطلوب من كل مؤمن ووطني .
والقران الذي نتلوه يوميا صباحا ومساء واناء اليل ينادي ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ، وهذا لسان حال كل المحبين من ابنائكم .
انتم وغيركم شاهد عيان على استغلال عدوكم لحظة الوهن التي تسبب بها هذا الخلاف الذي تطور واصاب البعض الاخر وشاهدتم
كيف استغل العدو ابناء وطنكم وكادوا ان يحرقوا الاخضر واليابس لو لا رحمة الله والمخلصين والعقلاء من ابناء الوطن من كل الاطراف ورغم هذا كانت الخسائر واثارها كارثية .
الى متى تبقى النار تحت الرماد يظهر لهيبها مع كل فرصة تهب بها ريح صفراء لاتريد الخير للجميع .
من منكم لايريد للوطن الخير والتطور والاصلاح ؟ اجزم انكم تريدون ذلك بدون تردد.
اذا عليكم ردم فجوة الخلاف والتقاطع .
المشروع والوطن والدين والمذهب وكل وطني شريف وكل مصلح بل وكل عاقل منصف يطالبكم بذلك ؟ .
اجيالكم ابنائكم شهداء الوطن ينتظرون من كل واحد منكم خطوة الاولى من طريق الف ميل .
اكملوا الطريق بالخطوة الاخرى بعد ان انجزت الخطوة الاولى بعودة السيد الصدر للاستحقاق المبكر للاصلاح ( الانتخابات ).
ونحن وجميع المخلصين وابناء الوطن الشرفاء
والشهداء والسجناء وكل ام فقدت ابنها وزوجة ارملة
وكل شاب لايجد رزقه اليومي نطالبكم بهذه الخطوه ونريدها خطوه حقيقية وصلح يكون سببا الإصلاح والله الموفق والمسدد لكل من عمل خيرا واصلح امرا يعود بالصلاح والامن على الجميع ... والله من وراء القصد ....