السيد محمد الطالقاني ||
عندما يفقد الطفل حضانة الام يحاول أهله بالبحث عن حضن خارجي يأويه ويلملم جراحه, والعراقي هو ذلك الطفل الذي فقد حضانة الام منذ ان تولت الاحزاب الفاسدة الحكم في العراق واشاعت الفوضى والاضطرابات والخلافات السياسية.
لقد حاول العراقيون استعادة حضنهم العراقي بكل الطرق , لكنهم كانوا يصطدمون بصخرة المتسلطين على الحكم حيث حرموا هذا الشعب من ابسط مقومات الحياة .
فالعراقي اليوم يئن من سرطان الفساد بكل انواعه, الاخلاقي, والمالي, والسياسي, فهو يعيش في بلاد النهرين ولكنه يشتري الماء للشرب, ويعيش في بلد تربته من اخصب الترب الزراعية ولكنه ياكل المحاصيل المستوردة, ويعيش في بلد النفط والغاز ولكنه يستورد الكهرباء , حتى اضطر الالاف من العراقيين بالهرب الى خارج ارض الوطن من اجل البحث عن مقومات العيش والراحة .
واليوم الحكومة العراقية بدلا من ان تضع يدها على الجرح وتقوم بمعالجته, تلجا الى جرح اخر حيث تصرف مليارات الدنانير على مؤتمر هدفه شي, واسمه شيء اخر.
ان مؤتمر بغداد الذي اعلن عنه بانه مؤتمرا لدول الجوار من اجل استقرار المنطقة ودفع الارهاب عنها , عنوان ذو اطار ملمع وبراق , ولكن هل فرنسا ومصر وقطر من دول الجوار ؟ حيث يدعون الى المؤتمر وتستبعد سوريا .
انه مؤتمرا عقد خارج السيادة العراقية والتاريخ لن يرحم من سولت له نفسه ومد يده الى دول كانت هي السبب في دمار العراق.
فالسعودية التي تتباكى على الشعب العراقي متناسية الالاف من الارهابين الذين ادخلوهم عن طريق اراضيهم الى العراق منذ سقوط النظام البعثي ولحد اليوم حيث قاموا بقتل وذبح الالاف من ابناء هذا الشعب.
والامارات الدولة اللقيطة التي ترعاها امريكا وترضع من لبن اسرائيل تريد ان تفتح صفحة مع العراق من اجل التطبيع الاسرائيلي.
ومصر وجامعتها العربية ومواقفهم ضد الشيعة والتشيع ومساندتها لدول الارهاب ضد سوريا والعراق
وتركيا التي تدعي احترام سيادة العراق وهي التي تصول وتجول في الاراضي العراقية ليلا ونهارا دون اي رادع.
وفرنسا وجرائمها ضد الانسانية ووقوفها بالضد من المسلمين, تريد ان تتحدث اليوم عن سيادة العراق وهي تحتل اراضيه.
كان الاجدر بالحكومة ان تلملم جراح هذا الشعب وتصرف هذه الاموال التي تبعثر في هذه المؤتمرات على البنى التحتية لهذا البلد.
ان الشعب العراقي شعب يابى الضيم ولن يسكت عن اية معادلات خاطئة تفرض عليه, فلا زال يدفع ثمن اتفاقيات عقدها الكافر صدام مع تلك الدول, فلايلدغ المؤمن من جحر مرتين.
ايتها الحكومة العراقية...تعلموا من المرجعية الدينية في العراق التي حاولت ان تلملم جراحات هذا الشعب بقضاءها على الفتن الطائفية وفتنة التقسيم واخرها فتنة الدواعش , واثبتت للحكومة العراقية ان ارادة الشعب قادرة على التغيير دون الرجوع الى احضان دول كانت هي السبب في دمار العراق.
وتاكدوا ان التاريخ لن يرحم كل الذين سببوا البلاء لهذا الشعب ,فان موعدكم الصبح , اليس الصبح بقريب