المقالات

مؤتمر "التعاون والشراكة" ماله وما عليه


 

عبد الخالق الفلاح ||

 

لا ننكر ان المؤتمرات أفضل طريقة تجد فيها من يشترك معك في الفكر والقضية، وقد تجد من لديه حل لمشكلات تواجه المجتمع، وهناك دراسات تقول بأن أكثر الحلول تنبثق عبر التفاعل المباشر أثناء المؤتمرات واللقاءات ليس فقط من خلال الأوراق التي تقدم ، و من لقاءات غير مخطط لها، في المحادثات الجانبية والنقاشات على هامش تلك المؤتمرات واللقاءات.

المؤتمر هوحدث يتم تنظيمه من قبل جهة تهدف إلى جمع أعداد من الشخصيات في مكان محدد ووقت محدد من أجل مناقشة بعض الأمور المتعلقة بموضوع يهم جميع المشاركين الذين تتم دعوتهم إلى ذلك الحدث، وغالبًا ما تتَّخِذُ المؤتمرات صفة الرَّسمية ويتمخَّضُ عنها العديد من القرارات تجاه موضوعات النقاش التي تطرح فيها ، ويدخل في تعريف المؤتمر في استمرار الجلسات الحوارية بين الاشخاص المدعوين إلى المؤتمر لمدة يوم واحد او اكثر وفق جدول أعمال مدروس ومُخطط له مسبقًا من قبل الهيئة أو الأفراد القائمين على تنظيمه.

في العراق هذه الأيام يدور الحديث في كل الفعاليات السياسية والاعلامية والمؤسسات المعنية عن اهمية قمة " الحوار والشراكة" الذي يحاول جمع الأطراف الدولية " حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اللاعب الوحيد غير الإقليمي للمشارك فيه " والاقليمية " الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني،" ومسؤولين بمسميات ودرجات اخرى على طاولة مستديرة واحدة، تتبنى مناقشة معظم الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك لهذه البلدان، وما سينتج عنها من قرارات و عن اهميـة نتائج ومخرجات "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة " ورسالة تعافي ودوره في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة و التي كانت الأنظار تتجه صوب عاصمة الحضارة بغداد وسط آراء متباينة حول مخرجاتها، رغم مشاركة دول فاعلة ومؤثرة في توجيه بوصلة الأحداث والصراعات والخلافات التي تعاني منها المنطقة و إلى أهمية عقد هذا المؤتمر للتعاون والشراكة لتعزيز الدور العراقي، وبناء شراكات اقتصادية مع دول المنطقة، وتحويل فضاء الصراعات والتوترات الموجودة في المنطقة إلى حالة الحوار، وبيان ان سياسة العراق الخارجية مبنية على التوازن في علاقاته مع محيطه الخارجي، وتحويل العراق إلى مركز للتواصل والتفاعل الإيجابي وفي وقت يعاني فيه العراق تحولات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي. قمة بغداد الدولية واجهت الكثير من التحديات أهمها رفض حضور كل من ممثلي المملكة العربية السعودية وإيران إلى العراق للقاء وجهاً لوجه وبصورة علنية في حين سبق لهما أن التقيا قبل أشهر عدة في العراق وبصورة سرية للتباحث بعدد من الملفات التي يمكن أن تحسم بينهما و في حضور السعودية وإيران معاً وجمعهم على طاولة واحدة في هذه القمة، لكان قد شكل حدثاً بحدّ ذاته وكذلك حضور السيد بشار الاسد الرئيس السوري،وتجاوزات تركيا، التي تنفذ عمليات متكررة شمال البلاد، التي تودي أحياناً بحياة مدنيين على الأراضي العراقية وهو ملف حساس آخر في دخول حدود البلاد لملاحقة المعارضة الكوردية.

المؤتمر الذي تم عقده بمشاركة دولية وإقليمية وسعى العراق من خلاله استعادة دوره الإقليمي والاضطلاع بدور الوسيط بالشرق الأوسط من خلال تلك الفعالية التي تهدف انزع فتيل و الأزمات في المنطقة ورغم ان المؤتمر كانت اجندته غير واضحة وحامت بشأنه تسريبات إعلامية كبير من الموضوعات الخلافية والشائكة والتي لا تكفي عدّة قمم ومؤتمرات لحلّها من قبيل تحقيق المصالحة بين السعودية وإيران والحرب الدائرة في اليمن ووضع لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة ومثل هكذا مؤتمرات تكون نسبة النجاح فيها نسبية ، ولكن في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق تعد ذات أهمية كبيرة ، فد تساعد على استقرار البلد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية بشرطها وشروطها وهناك ملفات داخلية وخارجية ذات تماس دولي واقليمي مباشر تحتاج الى استراتيجية متوازنة مع جميع الاطراف بما يضمن حل الخلافات ويقضي الجوار الى توقيـع مايسمى بـ " اعلان بغداد للتعاون والشراكة " ضمن اطار بروتوكولي دولي ستكون جميع الأطراف الاقليمية معنية بها ،على ان يجسد الجانب العراقي في هذا المؤتمر سيادته الكاملة على أرضه والطلب من اجل التجاوزات الحدودية لدول الجوار وفي تحركاته السياسية بدعوة سوريا ما دامت القمة لدول جوار العراق وسوريا هي الدولة الثانية الأوسع حدوداً مع العراق بعد إيران ولان أمن واستقرار سوريا جزء من الأمن الوطني في العراق و هو الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت بشكل واضح تأييده لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتشترك معه في ملفات داخلية مهمة تتعلق بالتعاون من اجل ايجاد الحلول اللازمة لتسويتها ،وكذلك الامن ومكافحة الارهاب والفساد،، والخدمات والاعمار والمياه، ومثل هذا الحدث يجب ان يكون حدث مهم ليس للعراق فحسب وإنما للمنطقة بأكملها ويشترك فيه على اعلى المستويات و يجب ان يكون فرصة لبغداد في ضرورة إقامة أفضل العلاقات مع محيطه ومع دول العالم نحو خلق تكامل اقتصادي واجتماعي بين شعوب المنطقة ،و تكاتف الجميع من أجل مواجهة التحديات التي تعصف بهم.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك