حافظ آل بشارة ||
اختتم مؤتمر قمة دول الجوار العراقي أعماله في بغداد ، وقد استغرق يوما واحدا ، لكن حضرت المؤتمر دول ليست مجاورة للعراق هي فرنسا ومصر وقطر والامارات ، بينما لم توجه الدعوة لسورية المجاورة ! اذن يمكن القول والله اعلم ان هذا المؤتمر مخصص لدول القرار قبل ان يكون مؤتمرا لدول الجوار ، البيان الختامي عادي جدا ويمكن تصنيفه ضمن المكررات الاعلامية المملة ، طبعا من الصعب ان تنفذ هذه الدول وعودها للعراق ، للاسباب الآتية :
1- لأن بعض هذه الدول هي التي اسست الارهاب في العراق ، وارادت تمزيقه ارضا وشعبا ومازالت تمول الارهاب وتوفر له الغطاء الاعلامي ، ومازالت تتولى اثارة الفتن الطائفية ، ومن يرعى برنامج التدمير لا يمكنه رعاية برنامج التعمير والتطوير.
2- لأن الرئيس الفرنسي ماكرون الذي كان منسقا للمؤتمر وقد حضره لا هو من الجيران ولا هو من العربان ، وهو حاضر هنا ليفتتح عهدا جديدا من الهيمنة الفرنسية في المنطقة بعد تراجع دور اميركا وبريطانيا ، وهو شخصية مثيرة للجدل لأنه يساند حملة العداء والتشويه للاسلام ونبيه ، وقوله مشهور : لن نتخلى عن رسوم الكاريكاتير المسيئة للنبي (ص) في الاعلام الفرنسي ، وهو تعبير صريح عن عداء متأصل ضد الاسلام لا تمحوه زيارة ماكرون للكاظمين (ع) برفقة الكاظمي ، يبدو انه لا يميز بين الكاظمي والكاظمية ...
شعارات المؤتمر اكدت دعم هذه الدول للعراق سياسيا وامنيا واقتصاديا واجراء الانتخابات بموعدها ، ويبدو ان الدول الحاضرة تسعى الى دعم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وتأهيله بقوة للمرحلة المقبلة ، وستكون الحاضنة هذه المرة فرنسية .
ليس صدفة ان تكون عودة السيد مقتدى الصدر الى الانتخابات متزامنة مع انعقاد هذا المؤتمر وحضور دول عديدة تتبنى اجراء الانتخابات ، وهنا تظهر بقوة رموز ليس سهلا الربط بينها ، الكاظمي ، سيد مقتدى ، الانتخابات ، الدور الفرنسي ، عدم القدرة على تجاهل ايران واصدقاءها ... الخ في كل الاحوال لا يمكن للعراق ان يستثمر هذه التحولات الا عندما يكون دولة حقيقية ذات سيادة وقرار مستقل ، ولا يخطو خطوة الا لأجل تحقيق مصالحه .