ضحى الخالدي || إن سياسة أميركا تجاه الفصائل والحشد معروفة عبر تقرير رايان كروكر وتوصيات معهد واشنطن بنزع السلاح والتسريح وإعادة الاندماج بالمجتمع للمسرَّحين، أو دمج الحشد بوزارتي الدفاع والداخلية إذا لم يتيسر خيار الحل، ومحاربة الفصائل والحشد سياسياً وأمنياً وإعلامياً وقانونياً، ناهيك عن استهدافه عسكرياً بالقصف المتعمد، ومحاولة قطع الأواصر مع إيران. وتسعى أميركا الى القضاء على المقاومة في العراق واستهداف قادتها بالاغتيال ولو بعد مليون سنة. فشلت أميركا في دق إسفين دائم بين الحشد وحاضنته الجماهيرية حتى بتظاهرات تشرين التي دعمتها، رغم نجاحها في استغلال ضعاف النفوس الذين تماهوا مع انتكاسة تشرين التي هدفت بالأساس الى حلّ الحشد الشعبي وتسقيطه. استطاع الحشد الشعبي الصمود بفضل دعم ولاية الفقيه في الجمهورية الإسلامية، وحنكة قيادته وقادة الفصائل، وإخلاصهم وصبرهم وعدم رضوخهم للابتزاز والاستفزاز على حد سواء، وإعلانهم الدائم الانضواء تحت مظلة المرجعية في النجف الأشرف واتباع أوامرها ، وهذا ينم عن حكمة عميقة وحنكة عالية وإخلاص منقطع النظير للفتوى المباركة. واعتمدوا الاستجابة الإعلامية والقانونية للضغوط (مواجهة الإعلام بالإعلام، ومواجهة الاتهامات المفبركة والتسقيط الممنهج بالحرب القانونية عبر القضاء العراقي). قد لا يكون الإعلام المقاوم في العراق بذلك المستوى المطلوب لكنه يحاول، وسينجح أكيداً. الضربة القاصمة لأميركا والكيان الصهيوني وأتباعهما من وهابية وبعثية كانت بالاستعراض المهيب للحشد الشعبي بحضور القائد العام للقوات المسلحة العراقية ممثلاً بشخص رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووزيري الدفاع والداخلية، ورئيس أركان الجيش، ومن ثم إقامة مجلس العزاء الحسيني المركزي لهيئة الحشد الشعبي الذي أحياه أيقونة الرثاء الحاج باسم الكربلائي، وما تلاه فيه من قصائد حشدية بل ومقاوماتية حماسية ألهبت حماسة الحاضرين والجمهور عبر الشاشات، وما تمثله من دفعة عقائدية معنوية لمجاهدي الحشد والمقاومة على سواتر الشرف، ولقاعدتهم الشعبية الوفية المخلصة، بحضور قادة الحشد لا سيما الحاج فالح الفياض و القائد أبو فدك المحمداوي، بملاحظة التركيز على ذكر الشهداء قادة النصر وربط الحشد بالقضية الحسينية، واستذكار ملحمة دفاع فصائل المقاومة (العمود الفقري للحشد الشعبي) عن العقيلة زينب سلام الله عليها في القصائد الملقاة، مع الالتفات الى أن الحاج باسم الكربلائي محبوه من مختلف المدارس الشيعية. وإن مشاركة الشيخ قيس الخزعلي والقائد أبو فدك المحمداوي في مراسيم ركضة طويريج يوم عاشوراء قد زادت من معنويات المجاهدين وقاعدتهم الشعبية على حد سواء، وفقأت أعين الأعداء والعملاء.
https://telegram.me/buratha