المقالات

هناك شجرة خولة تبكي في بعلبك...

1121 2021-08-26

 

أمل هاني الياسري ||

 

·        نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/9!

 

كيف لا أبكي وقد مُنِعَ أبي من الماء؟! رحلة طفولة مريرة، عاشتها بنات البيت العلوي الطاهر، بين دخان ونار وخيام يأكلها الحقد الأموي، وبين مشاعل رؤوس طاهرة تالية للقرآن، عانقت أسنة الرماح؛ لتعلن قصة إنتصار الدم بدايتها، وإنطلاقها نحو سماء الحرية، فهناك طفلة عانت مشاق السبي، والزجر، والضرب، والعطش، والخوف، لأن حياة كربلاء لا تتم إلا بعطاء ثم عطاء، فتلك الصغيرة تقضي ليلها بالنحيب، على أبطال أحبة قتلوا غدراً وظلماً، إنها خولة بنت الحسين (عليهما السلام).

قبر في بعلبك لجسد طري، بقربه شجرة سرو معمرة ونادرة، ما تزال تنبض بالحياة، رغم جذورها الميتة منذ مئات السنين، وحكاية البراءة تقص رؤياها لأحد السادة، الذين يعيشون بالقرب من منطقة ساقية رأس العين، بمدينة بعلبك اللبنانية، حيث كانت تردده بمنامها مستغيثة:(يا عم حوّل الساقية عن قبري فإن مياهها آسنة تؤذيني)، فما لهذه العلوية الطاهرة من عنفوان، ليعلن عن قبر شامخ بات محط رحال الموالين، ومزاراً يحكي قصة السبي الأليمة، التي جرت على حرائر بيت النبوة.

لقد ورد ذكر إسم شجرة السرو، بكتاب الرحالة الإنكليزي (روبرت وود عام1757 ميلادية)، ونقل بعض الأشخاص التقاة، الذين كانوا يعيشون في بعلبك، أنهم كانوا يسمعون نحيباً بهذه البقعة الطاهرة، وكأنه أشبه بأنين طفلة تائهة، على أننا نقول: لم تتنهِ مصيبة كربلاء، في (العاشر من محرم سنة61 هجرية) بل بدأت منه، لتتوزع بعده قبورأجساد طُهرت، ويشاهد العالم بأسره، بشاعة الجرائم المرتبكة بحق الطفولة والنسوة، لما تعرضن لمشاهد الفزع، والترهيب، والإذلال، ولكن يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون.

خولة إحدى بنات الإمام الحسين (عليهما السلام) وفق الرواية التي نقلها أحد الشيعة، والذي خاطبته:(أنا خولة بنت الحسين مدفونة في بستانك)،كما أن الشجرة الموجودة قرب القبر، الإمام زين العابدين هو مَنْ زرعها، كحارس أمين للدلالة على مكان الضريح، ولتعاظم أهمية هذا المزار وكراماته، وثبوت وجوده المقدس، كونه إمتداد لحرائر البيت الحسيني، السبايا اللواتي قدمنَ من كربلاء، لدمشق مقر الطاغية يزيد، وطافوا المدن بهنَّ بغضاً بآل علي (عليه السلام)، لكنهم لم يدركوا أنهن بنات الوحي والنبوة.

أهم مصاديق الظلم النهاية الحتمية للظالم، وأن آهات المظلوم لا تضيع أبداً، رغم أن أزلام الطاغية حاولوا بشتى الطرق، إلغاء الفكر الثائر، الذي إنبعث بعد العاشر من محرم الحرام، عقب إستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، لكن وصيته للنسوة كانت تؤكد على ضرورة إتباع أوامر، وتوجيهات السيدة زينب الحوارء (عليها السلام)، ومنهن الطفلة خولة، ليصنعنَ على أثر ذلك ثورة إعلامية معطاء، ليس لطاقاتها حدود فهي تنسجم مع مشروع السماء، الذي إستشهد لأجله الحسين وإصحابه (عليهم السلام).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك