المقالات

ماذا يريد العراق من جيرانه؟ !

1093 2021-08-26

حافظ آل بشارة ||   عندما تعقد الحكومة مؤتمرا لدول الجوار ، فيفترض ان يكون الهدف الاول تحقيق مصالح العراق وتعزيزها ، هناك ست دول تجاور العراق وهي ليست متشابهة في مدى استقلالها وسيادتها وكل يغني على ليلاه ، الكويت والسعودية والاردن تابعة لاميركا واسرائيل ، اما سورية فهي في برزخ سياسي لم تتبلور خواتيمه بعد ، اما تركيا فترى نفسها شريكا محترما لاميركا واسرائيل وتأنف ان يقال تابعة ، وهناك ايضا ايران كدولة قائمة بنفسها ولم تكتف بالاستقلال عن الشرق والغرب بل تقود تيار مقاومة وشعارها تحرير شعوب المنطقة من التبعية للغرب ، وكل من اتباع اميركا وشركاءها يجب عليهم اعلان بغضهم لايران ارضاء لاسيادهم ، اي نموذج هو اقرب الى النظام العراقي الحالي ؟ طبعا النموذج الخليجي الاردني هو الاقرب لأن العراق تابع جزئيا وهم تابعون والمتبوع واحد الا ان العراق عين منه على ايران وعين على اميركا ، واذا اجتمع السعوديون والكويتيون والاردنيون مع العراق فسينظرون بعيون حمراء الى سورية وايران لأن اسيادهم يريدون ذلك والعراق مطرق حائر ، اما تركيا فهي مضارب عريق في سوق السياسة وشريك لاصحاب الهيمنة ، هذا التصنيف هل هو الذي سيحكم الحوار بين تلك البلدان ان اجتمعت ؟  اذا اراد العراق اثبات عدم تأثره بهذا التصنيف ، واثبات ان العراق دولة محورية كما يقولون ، فعليه ان يتصرف طبقا لمصالحه : 1- يطالب السعودية بدفع ترليون دولار تعويضات عن جرائم القتل الجماعي للشعب العراقي بالمفخخات والانتحاريين واثارة الفوضى ودعم القاعدة وداعش واصدار فتاوى الابادة الطائفية ، وتقديم تعهد بعدم تكرار هذه الجرائم.  2- يطالب الكويت بالكف عن قضم الاراضي والموانئ والمياه العراقية ، واتباع اساليب ملتوية لافشال مشروع ميناء الفاو ، واعادة ما اخذته الى اهله ، ويشترط عليها تقديم تعهد بعدم تكرار هذا السلوك. 3- مطالبة الاردن بتسليم المطلوبين للقضاء العراقي الذين يقيمون في اراضيه ، والكف عن اقامة الفواتح لصدام ودعم التحركات البعثية والطائفية التي تنطلق من عمان بدعم من الحكومة. 4- مطالبة تركيا بانهاء احتلالها للاراضي العراقية وسحب جيشها وقواعدها من الشمال ودفع تعويضات لمن قتلتهم من العراقيين بحجة ملاحقة حزب العمال . اذا كان مؤتمر بغداد يعقد لأجل هذه المطالب فهو مؤتمر رائع ويستحق الفندق النظيف وانفاق ملايين الدولارات على الوفود ، اما اذا كان يعقد لأجل العبارات الانشائية الآتية :   (مؤتمر بغداد جاء نتاج لسياسة التوازن وللدبلوماسية الهادئة التي ينتهجها العراق وللثقة بقدراته وامكانياته ، نعمل على ان يكون هذا المؤتمر لبنة اساسية في بناء شراكات وتعاون مستدام بين العراق وشركاءه في القضايا والتحديات المشتركة ، من أهداف المؤتمر امكانية تأسيس شراكات مستدامة بين العراق ودول المنطقة في ملفات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والنقل والتجارة والبيئة ... الخ) . هذا انشاء مدرسي ، اذا كان العراق يفتقر للقرار الوطني المستقل في السياسة والأمن والاقتصاد ، وفاقدا للبنية التحتية ولا خدمات لديه ولا انتاج سلعي ، ويخسر اغلب ثروته  بالجملة من داخله لتذهب الى اللصوص المحليين واسيادهم الاجانب ولا يحرك ساكنا ، فكيف يستطيع جلب الخير من الخارج !؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك