المقالات

لقاء مع محمد باقر الصدر..!

1192 2021-08-25

مازن البعيجي ||   أيها القراء الكرام تدفعنا الحاجة مع كل هذا التطور المهول والمتسارع للعودة الى عالم عَرَفَته الاوساط العلمية ومنابر البحث والتفرد، الفيلسوف والعالم والمجدد السيد الشهيد محمد باقر الصدر"قدس سره" لما كان له من استشراف دقيق وعميق ووضوح رؤيا لكل ما يجري اليوم في ساحة الصراع الإسلامي الاستكباري وما تحققه دولة الفقيه إيران الإسلامية وما تحرز من إنجازات كبيرة اسهمت في تغيير موازين الدولة وتفتت القطبية الواحدة.. -سماحة السيد محمد باقر الصدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ونحن مسرورون جدا للعودة الى رحاب فكركم وفلسفتكم للاستعانة به لفهم ما يجري او سيجري وانت السباق في الأخبار الدقيقة عن هذه المرحلة من قبل أكثر من أربعين عاما وكأنها كانت حاضرة أمامك وهذا بصراحة إعجاز فكري يستحق الرجوع له والأخذ منه كل آن وحين .. -سيدنا الحبيب سؤالي الأول هو:  كيف فهمت كل ذلك؟! وكيف وقفتَ هذه الوقفة الدقيقة ولم يحصل شيء بعد، بل الامور بعد الثورة كانت ذاهبة الى مجهول وليس ثمة شيء ممكن أن نقرأ منه ما أنت قرأته وقتها؟! السيد الصدر: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أهلا وسهلا ولدي العزيز وأنت المقدِّم والمتقدِّم في هذا النوع من اللقاءات التي تحدث مع مراسل في الدنيا بين زمنٍ يقُدر بأكثر من أربعين عاما وبيني أنا الذي مضيت شهيدا لأجل قضية آمنتُ بها حدّ القطع واليقين! وبصراحة أنا وقبل مجيء روح الله الخُميني العزيز كنت ارقبُ الساحة الإسلامية العامة والعراق وحوزة النجف التي يركز عليها البعث خاصة! واستَشعرت الخوف والرعب من عدم تنامي تيار فكري جماعي قادر على التنازل من أجل الحالة الإسلامية المفقودة وقتها، ومع كل المحاولات التي قمتُ بها، لكن لم تكن الساحة قادرة آنذاك على تلبية ما تمنيت! ولعل كتاب "سنوات المحنة وأسباب الحصار" قد اوجز ارهاصات تلك المرحلة بدقة. وهنا بقيتُ انتظر على مضض، حتى نفي السيد الخُميني"قدس سره"من تركيا الى العراق، الحدث الذي كنت متابعا له بدقة ومعوِّل على ما يجري بين علماء إيران وحوزاتها بقيادة العارف والتقوائي الخُميني العظيم، وكان قدومه بالنسبة لي أنا فقط ولا شأن بغيري! فرحة كبيرة لما اعرفه عن همته العالية وعرفانه العميق، وسطوته العلمية التي لا تخفى على مثلي. حتى بدأ بطرح مشروع "حاكمية الإسلام" أو "الحكومة الإسلامية" وسط دهشة الجميع وخوف الكثير من تلك الجرأة والشجاعة في زمن سطوة البعث والموت المحقق! لم يكن الأمر لدي أمرا عاديا، بل غمرتني فرحة كبيرة، وفورا أعلنتُ تأييدي لهذه الخطوة المباركة والمقدامة، وقلت في نفسي حلت البركة بقدومك روح الله الخُميني العزيز، ولاأخفيك ولدي العزيز، لم يكن الكثير مؤيِّدا أو قل مستوعب الأمر، أو معول او مصدق بمثل قدرة الإسلام على القيادة خاصة ولا تجربة قبلها تعرفنا ذلك!  بعد معرفة البعث والأمن بمشروع السيد الخُميني عن طريق الجواسيس والعيون الذين يلبسون كل ثوب ويتخفون في أوساطنا كما الخادم التهامي الذي كان خادما لأحد المراجع عشرات السنين ثم تبين بعد ذلك أنه ضابطا بريطانيا خطير! فبدأت حملة التضييق والاعتقالات آنذاك حتى طالت الكثير من عشّاق النظرية "ولاية الفقيه"ومن يؤمنون بالحس الثوري، الأمر الذي انتهى بنفي الخُميني العزيز الى فرنسا بعد إنذار وتهديد. المقدٍّم : سيدنا الحبيب عذرا منك ولما اسببه لك، لكن بصراحة نحن نشعر بعطش كبير الى مواقفك النبيلة التي اتسمت بنبذ الذات حد الذهول! سيدنا من اين اتى كل هذا الوثوق بالخُميني كشخص وعالم وكمشروع يهدّد العالم المستكبر والطواغيت؟! السيدالصدر: هذا المشروع من حيث معرفته والتطلع له، لم يكن  "مجهول لدي" لأن سيل الروايات التي فتحت لي نافذة أُطل منها على مجريات الأمور، هي من كانت وراء قناعاتي، إضافة الى وثوقي بدين وعرفان السيد روح الله، لذلك لم أقف مكتوف الأيدي وانا ارى قلة الناصر وخذلان واعتراض الكثير مما أدخلني مع البعض بحوارات نقلتها لكم العبارة الشهيرة عندما رددت عليهم ( وقلت؛ إذا ماذا تريدون؟ ).  العبارة التي تصورت وتوقعت أن كل من يطل على تراثي سيفهم حجم المحنة وقتها وصعوبة التأييد لمثل مشروع الخُميني العظيم. ولكن شجاعتي وقناعتي كافية لخوض غمار التأييد والوقوف معه ووقتها عزمت على التضحية والشهادة في سبيل الإسلام المحمدي الأصيل الذي أراه بيقين في مشروع دولة الفقيه. ومن هنا لجأت الى قصار الكلمات التي شاع صيتها وأصبح منقذا لافكار الكثير جدا من أبناء الإسلام الثوري، فقلت (الخُميني حقق حلم الأنبياء) وهي عبارة لوحدها مدرسة فكرية لمن عرفها وفهم مرادي وأنا أقول لقد جاء مَن على يده تحقق حلم مئة وأربع وعشرون ألف نبي ختموا بالمصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم" وكذلك أحد عشر معصوم قتلوا على يد اشرار الخلق، ثم أحيل الأمر الى وليّ العصر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء بعد صدور الأمر الإلهي بالغيبة ليكون مثل نائبه الخُميني المؤسس هو من يحضر ويُهيئ ويقود المرحلة التي أنتم الآن بها وتعيشون بركاتها. المقدم؛ سيدنا العزيز سؤال اخير واعتذر عن الإطالة، ما توقعك لهذه الدولة في قادم الأيام والسنوات؟!  السيد الصدر؛ كنت ولازلت وسأبقى اقول ما قلته سابقا وإليك بعضه؛ 🍂 إنّ السيّد الإمام الخمينيّ العظيم قد حقّق آمال الأنبياء والأوصياء والأئمّة (عليهم السلام) وتوّج جهود هؤلاء العظماء بإقامة أنظف وأطهر دولة في التاريخ (بعد الغيبة). 🍂 أنا أطلب منكم أن تؤكّدوا وتركّزوا على مرجعيّة وقيادة الإمام الخمينيّ. 🍂 العمل الحقيقيّ هو ما قام به السيّد الإمام الخمينيّ. والهدف من المرجعيّة هو إقامة حكم الإسلام في الأرض. 🍂 إنّنا نبتغي في حركتنا تحقيق الإسلام وأحكامه ومناهجه والسيّد الخمينيّ قد حقّق ذلك. لذا تنبغي الدعوة إليه والالتفاف حول مرجعيّته وقيادته. المصدر.. تلامذة الامام الشهيد الصدر ص: 299 نقلاً عن السيد محمّد باقر المهري.   البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك