حيدر الموسوي *||
تتحدث الارقام الاخيرة بان العراق صار الاغلى في اسعار العقارات عالميا
فسعر وحدة سكنية متواضعة لايقل فيها المتر الواحد عن المليوني دينار عراقي ، اما المجمعات السكنية الاستثمارية فحدث ولا حرج فسعر الشقة في بوابة بغداد يبدأ من ٣٠٠ الف دولار فما فوق والمجمعات السكنية الاخرى تاتي بعدها اقل بشيء بسيط
فيما تتحدث الحكومة الحالية عن انجازات فلكية والتي تسببت برفع سعر العقار والارض بفارق قياسي
رغم ان كل القروض شروطها تعجيزية وبيروقراطيتها قاتلة والاراضي وخطة التوزيع غير واضحة حتى هذه اللحظة وقد تكون في اماكن نائية وبعيدة جدا
وغير مخدومة من حيث البنى التحتية
اضحت اعمار الشباب حتى ال ٣٧ عام وهو غير قادر على الزواج لانه لايمتلك في بيت ابيه سوى مساحة الفراش الذي ينام بها فالكثير منهم بدأ يغادر فكرة الزواج لانه صار امر غير واقعي وقد يكون حلم بالنسبة له الامر الذي تسبب بزيادة نسبة العنوسة بين النساء
اما الفئة الاخرى من المتزوجين بعضهم وصل حتى ال ٥٠ عام وهو غير قادر على ان يمتلك وحدة سكنية متواضعة بسبب جحيم اسعار السكن وازمتها المزمنة في العراق
اغلب هذه الفئات لديها ارتباطات من حيث العمل والا فان اغلبهم يفكر بالهجرة نحو تركيا ودول اخرى كون اسعار السكن فيها رخيصة جدا قياسا بالاسعار المحلية الموجودة
الارقام الاخيرة في تركيا تشير بان العراقيين هم الاول بشراء العقارات في تركيا على مدى الاعوام الاربعة الاخيرة
ما يعني خروج الاموال العراقية وانعاش اقتصاد هذا البلد وخسارة العراق
الغريب ان الحكومات المتعاقبة ليست لديها رؤية بخصوص هذه الازمة وملف مسكوت عنه وهي التي اسهمت في صناعة مايعرف يالعشوائيات واحتلال الارصفة وتقسيم المساحات حتى وصلت الى ٣٠ متر يعتبرها البعض وحدة سكنية في سوق العقار فضلا عن عدم وجود قانون حقيقي في البلاد ينظم هذه الفوضى في التلاعب باسعار العقارات من قبل ما يسمى بالدلالين الذين صاروا اشبه بالمنظمة والمافيا التي تتلاعب بالاسعار في المدن بدون اي محاسبة قانونية من الحكومة
ارتفاع سعر الدولار وتخفيض الدينار العراقي زاد من الطين بلة وكان اول مسبب لارتفاع اسعار العقارات في البلاد ومواد البناء
بالنهاية سيبقى الشاب العازف عن الزواج يفكر ان يمارس غريزته باي طريقة كانت حتى وان كانت غير شرعية
ويبقى الموظف الذي لديه خدمة ٢٠ سنة بدون وحدة سكنية يفكر بسرقة المال العام كحل لانهاء عذاباته في تجواله وترحاله في بيوت الايجار وبدلاتها المرتفعة
كارثة السكن في العراق اقسى مصيبة في ظل زيادة الانجاب وعدم وجود رؤية بخصوص تحديد النسل مستقبلا
*مدير مركز القرار السياسي