رماح عبد الله الساعدي ||
كلمات هزت عروش الطغاة على مر العصور، واعلنت الانتصار الحاسم لكلمة الحق على الباطل، وبينت لنا انه مهما طالت الازمان وبعدت المسافات، لابد لشمس الحقيقة من ان تشرق وتمحي عتمة الباطل والاخلاق الرذيلة من الغش والنفاق وتزييف الحقائق ، وكل دخيل على ديننا وكل من يحاول طمس معالم الدين الاسلامي المحمدي الاصيل.
كد كيدك كلمات خرجت من صدر يعتليه الحزن والالم على ماجرى على إمام زمان تلك الامة، من قتله والتمثيل به وسبي عياله ، وعزة نفس واباء لانهم تحملوا كل ما جرى عليهم وضحوا بالغالي والنفيس من اجل اعلاء كلمة لا الله الا الله محمد رسول الله .
واجهت مولاتنا زيبنب سلام الله عليها ، العدو بكل عز وقوة ورباطة جأش ، لان مولاتنا على يقين راسخ وعقيدة حقة ، بان االحق هو ما خرج من اجله الامام الحسين عليه السلام ، ولولا ذلك ما اثرت هذه الكلمات هذا التاثير الذي لا يزال صرخة تدوي في سماء المؤمنين، بل طاقة تنير لهم الطريق الى الحق ومواجهة الباطل.
كد كيدك كلمات قالتها جبل الصبر وهي رافعة الرأس وعالية الشأن، آبية شديدة العزم ، دون اي نبرة انكسار في كلمتها وصوتها او حتى جسدها.
كد كيدك من منا اليوم يستطيع قولها ؟ من منا يستطيع ترديدها ؟ وهل تقال فقط باللسان ام بافعالنا نستتطيع ترديدها ؟
كل منا اليوم يستطيع قولها وترديدها وتطبيقها دون اي خوف او تردد، نعم فاليوم كالامس ، وعدو اليوم هو عدو الامس مع اختلاف بالاسلوب والاسماء لا غير، لانهم يريدون سلب كل ما من شأنه ان يجعل المؤمن ضعيفا وراضخا لكل مخططاتهم، ولعلمهم بان فينا ثورة الحسين (عليه السلام) وصوت زينب (عليها السلام) تراهم بين حين واخر يبعثون لنا افكارا مزيّنة ومزخرفة تسر الناظرين لتغرينا، مخبئة في طياتها حقد دفين وعداوة لديننا ولاسلامنا ولوحدتنا فعندما نرفض اطاعة العدو وتحقيق مبتغاه فنحن نرددها .
عندما لا نروج لبضاعة العدو الذي يريد بهذه البضاعة ابعادنا عن عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وطمس معالمنا فنحن نرددها، عندما نحافظ على سلوكياتنا الاصيلة، من احترام الكبير والعطف على الصغير واحترام اراء من حولنا، ولا ننجرف مع مادخل علينا اليوم من تصرفات وازياء لا تمت للاخلاق بصلة ، عندما نتعامل باخلاق الاسلام مع اخوتنا واصدقائنا و اهلنا، ولا ننجرف مع صيحات اليوم بذريعة التطور والحرية والديمقراطية فنحن نرددها ونجسدها.