المقالات

عاشوراء في ذاكرة عراقية

1318 2021-08-19

 

د.أمل الأسدي ||

 

وفي ليلة العاشر تبقی أبواب منازلنا مفتحة،وكأنها ترفض النوم،حزينة،مشنوقة الآه،فلايحق لها أن تصرخ عاليا: وا حسيناه

ومن قبل عشرة أيام قد فُتحت (القاصة) واستخرجت أمي المبلغ المجموع علی مدار العام،ستطبخ  في يوم العباس (عليه السلام)،ويوم القاسم سنوزع  عصير الرمان الطبيعي،وفي ليلة العاشر تسهر أمي لتعد (القيمة الكظماوية) ونبقی- نحن الأطفال- مستيقظين،نتجول من بيت  إلی بيت،والكل مستيقظ،يسلم ويصلي علی الحسين وعلی علي بن الحسين وعلی قمر العشيرة وعلی أنصار الحسين.

أمي تقطِّع البصل الی شرائح فتدمع عيناها وكذلك عيوننا،ومع ذلك لانفارقها،فقد كانت تحكي لنا قصصا قديمة،قصصا من زمنٍ كانت فيه المواكب تجوب شوراع الكاظمية،والتشابيه كأنها حقيقة في شارع( باب المراد)ونحن نستمع بدهشة،كيف تكون المواكب والتشابيه؟! وهل سنراها في يوم من الأيام؟

وهكذا نبقی نسأل ونستمع حتی يأخذنا النوم  فجرا،فننام بضع ساعات ونستيقظ علی صوت المقتل المنخفض،ورائحة الحطب،وطرقات الباب،فقد أتمّ جيراننا طبخ(الهريسة) وهم الآن يوزعونها.

لن ننظف المنزل حتی بعد الظهر،وتقلب أمي بعض القدور علی وجوهها كنوع من إظهار الحزن  علی أبي عبد الله الحسين،مازلتُ أشعر أن هذه الساعات طويلة وثقيلة،وحزينة وجميلة أيضا لأنها في ذكر أهل البيت!!

قدر(التمن عنبر بالزعفران )علی النار(يتهدر)ورائحته زكية مختلفة،والقيمة الكظماوية صارت جاهزة(مدروخة تماما)،وصوت(ياحسين بضمايرنا)منخفض جدا في داخل البيت،وجيراننا المسيحية تأتي لتخلط القدر وتطلب(المراد) وأمي تدعو:ربي،لاتگطع لنا عادة،كل سنة وكل عام نطبخ!

نغرف الطعام في صحون(الفرفوري) الأنيقة ونوزعه علی الجيران،ونملأ القدور للأقارب والأصحاب أيضا،والكل يردد (سبحان الله،أكل ابو عبد الله غير شكل طعمه!!)

مضت الأيام وكبرنا ياسيدي الحسين،وكبرت معنا محبتنا وكبر تعلقنا بك،ولن نبتعد عنك حتی وإن كانت دموعنا  بسبب هموم الدنيا وويلات الحياة وقسوتها،وليست بسبب البصل كما كنّا في الصغر!!

كبرنا وعرفنا أنك النور الذي يخفف عنا أعباء الدنيا،كبرنا وعرفنا أنك هوية العراق ومن يقف في وجهك مصيره مزابل التأريخ!!

كبرنا وعرفنا أن العباس بابك الذي تؤتی منه!!

كبرنا  وعرفنا أن أموال معاوية مازالت تركض  وتعمل!!

كبرنا ومازلنا نشكر الله علی نعمة الحسين

السلام علی الحسين وعلی علي بن الحسين وعلی أنصار الحسين وعلی قطيع الكفين،الكافل أبي الفضل العباس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك