سعد الزبيدي *||
نقضي العمر جيئة وذهابا في كر نصارع الأقدار فننتصر ونهزم ومابين هذا وذاك هناء وبلاء.
ولكن يبقى ذات السؤال كم منا فقه ثورة الحسين عليه السلام في مختلف مراحل العمر؟!
ماذا لو فقهت الأمة أجمع أسباب ثورة الحسين هل يا ترى وصل حالنا إلى ما وصل إليه اليوم؟!
ما نراه اليوم من ضعف وفقر وجهل ومرض وتخلف وانحلال خلقي وكل السلبيات التي تحاصرنا من كل جانب فمن تراجع في مستوى الخدمات وانهيار البنى التحتية وأزمات الكهرباء والماء والبطالة والسكن والمنظومات السياسية الفاشلة التي آثرت أن تستأثر بمقدرات الشعوب وتفاقم المشاكل والأبتعاد عن الدين والتمسك بالقشور بل تشويهة صورة الدين هو نتيجة حتمية لعدم فهمنا الاسلام والقرآن والثورة الخالدة التي كتبها الإمام الحسين عليه السلام بدم منحره.
انتصر إعلام بني أمية في التعتيم على ثورة الحسين عليه السلام ومعاداة أهل البيت بالقتل والتهميش والتهجير وتزييف الحقائق ونجح في غسل أدمغة أجيالا بالترغيب مرة وبالترهيب مرة وبالتعكز على وعاظ السلاطين في حرف الكلم عن مواضعه حتى قلبوا الحق باطلا وجعلوا الحلال حراما فزورت السنة ووضعت الأحاديث لتبرير افعال الظلمة بل وحتى منع الشعب من الثورة ضد ملوكا أسموا انفسهم خلفاء جاهروا بالفسق والفجور والعصيان حيث وجبت طاعة أي حاكم وصل لسدة الحكم بالقوة خوفا على الأمة من سفك الدم وأجازوا له الظلم واستعباد الناس ووجهوا العقل حيثما أرادوا ولولا تمسك الفرقة الناجية بكتاب الله وسنة رسوله والسير على خطى آل البيت التي عانت الأمرين ودفعت الثمن غاليا من أجل الفوز برضوان الله تعالى والدفاع عن الحقيقة مهما كلف الأمر لأصبحت الأمة كلها تتبع ابن تيمية وابن وهاب.
أكاد أجزم أن كل المبعوثبن رحمة للعالمين هم هداة مهديون مصابيح تنير الطريق لمن أراد خير الدنيا والآخرة قد عانوا الأمرين وهم يحاولون اقتلاع الباطل من جذوره وأنا متيقن أن ما يعانيه الأنبياء والرسل هو عدم استيعاب الامم لمغزى هؤلاء المرسلين من السماء لذلك يقف المتنعنتين يدفعهم ما جبلوا عليه وما توارثوه عن آبائهم وما شبوا عليه من قيم وأعراف وعادات آمنوا بصحتها حتى لو أنكرتها عقولهم.
وما الحسين عليه السلام إلا حد فاصل ما بين الايمان والكفر والشجاعة والجبن والحق والباطل وكل النقائض التي عرفها الأنسان منذ أن لامست قدماه أديم الأرض وهو تجربة عملية واقعية تكشف الحقيقي عن المزيف.
فشتان أن نؤمن بألستنا وننكر بقلوبنا وأفعالنا ما ندعي الإيمان به.
ثورة الحسين عليه السلام تثبت بما لا يقبل الشك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نجح في نشر دعوته ولكن الواقع يقول أن الانتهازيين لا يعنيهم أمر الدين بل يعنيهم أمر الدنيا فالحكم والكرسي والسلطة هي غاية هؤلاء ولكنهم عرفوا من أين تؤكل الكتف فاتخذوا الخلافة مطية لتحقيق مآربهم.
وكان لهذه الانعطافة التي انعطفها معاوية كي يؤسس لدولة الظلم والطغيان في غفلة من الزمن تؤيده تلك الانفس التي مادخلت الاسلام الا نفاقا وطلبا للأمان .
فما كان من سيد شباب اهل الجنة الا ان يرفع لواء الثورة ضد الظلم والكفر والفسق غير آبه لمصيره هو وثلة من أهل بيته وأصحابه .
فماكان من أصحاب الحق بعد أن نصحوا لجيش ابن زياد وأقاموا عليهم الحجة وجادلوهم بالتي هي احسن إلا أن دافعوا عن الله ودينه وعن القرآن ونبيه وسنته وعن الحق..
لم تكن الآلاف التي جاء بها العدو إلا تزيدهم اصرارا على المواصلة بالجهاد حتى النهاية.
فمن هو الحسين عليه السلام وما المغزى من ثورته؟!
الحسين ثورة الحق ضد الباطل فأينما كان هناك الباطل ستجد من يثور ضده مستلمها درسه من الحسين عليه السلام ومن كان معه.
وها هي حياتنا فكم من يزيد يحكمنا وكم من شمر وكم من ابن سعد وابن زياد؟!
فالواجب علينا أن نقف بوجههم ونكن حسينيا شكلا ومضمونا.
كن حسينيا بخلقك وإيمانك وشجاعتك وورعك وزهدك وتعاملك وعفتك ورأفتك وثباتك وتضحيتك وايثارك وعطفك.
ولا تسيء للحسين بقول أو عمل فلو استطعنا أن نحول ايماننا بالحسين إلى واقع ملموس يستشعره الآخرون لتحولت كل الأمة وانتهجت نهج الحسين الحق ولأصبحنا بحق خير امة تقتدي بها الأمم ولتوحدت الأمة وعاشت بسلام وأمان.
أحيوا امرنا سيروا على نهجنا هذا هو شعار الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كونوا ثوارا على كل ظالم فالعمر فان والذكر خالد فاكتبوا اسمكم في قافلة الحسين وارفعوا الصوت في كل زمان ومكان فهيهات منا الذلة ولا تداهنوا الباطل وليكن شعاركم أبدا كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء.
سلاما على الحسين سلاما على ثورة الحسين سلاما على من ثار ويثور مع الحسين ضد كل ظالم.
ستبقى يا سيدي دوما منارة يهتدي بك الضالون ونبراسا تنير طريق الباحثين عن الحرية وسفينة نجاة من صعد بها أمن ونجا ومن تخلف عنها غرق وهلك.
سلاما عليك وعلى جدك وأبوك وأمك وأخوك والأئمة المهديين من ولدك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا اشفع لنا يا سيدي وسجلنا من الناصرين لك.
عظم الله لنا ولكم الأجر باستشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
جعلنا الله وإياكم ممن يشفع لهم الحسين يوم القيامة.
*الكاتب المحلل السياسي.
https://telegram.me/buratha