السيد محمد الطالقاني ||
لقد إهتم الإسلام بالشباب إهتماماً عظيماً معتبرهم عصب الأمة ورجالها ، وأن النهضة الإسلامية قد قامت على أكتافهم ، وسواعدهم حيث انهم بذلوا من أجلها الغالي والنفيس ، وجاهدوا في سبيل لله حق جهاده ، وكان لهم مكانة عظيمة في بناء الأمة ، ورقي حضارتها في مختلف المجالات علمياً وثقافياً وفكرياً وعسكرياً وتمت علي أيدي الشباب المسلمين فتوحات تعجب لها التاريخ .
وقد رسمت لنا النهضة الحسينية اروع الصور لتضحيات وايثار الشباب في معركة الطف , ومن اولئك الشباب الابطال علي الاكبر عليه السلام هذا الفتى الذي حرص اشد الحرص على السبق لساحة المعركة وعلى أن يكون أول ضحية وقرباناً لله سبحانه وتعالى لكونه نجل الإمام القائد ومن باب أولى أن يكون هو المضحي الاول في المعركة.
لقد كان علي الاكبر عليه السلام واثقا ومطمئنا من عدالة القضية التي خرج من اجلها , وكان مستبشراً ومتفانياً لما سيلاقيه من الكرامة الأبدية, وهو القائل لقائده سيد الشهداء عليه السلام: لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموتُ علينا, طالما نحن على الحق.
لقد واجه علي الاكبر عليه السلام اعداء الاسلام بقلب صلب وإيمان كبير، حتّى سقط شهيدًا. وكان صدى كلماته مصدر إلهام للشباب المؤمن الواعي الرسالي وهو يردد (تا لله لا يحكم فينا ابن الدعي) حيث يقود الشباب الواعي هذه الايام مسيرة الاصلاح ضد الفساد وهم يصرخون هيهات منا الذلة.
إن المسؤولية الملقاة على عاتقكم أيها الشباب المؤمن الرسالي كبيرة، وخاصة في مثل هذا الظرف الذي تعيشه أمتنا اليوم ونعيشه في عراقنا الجريح ،فيجب ان تكونوا حذرين من الأفكار الهدامة حتى ولو كان ظاهرهاً الصلاح والإصلاح , وانتبهوا إلى عظم المسؤولية الملقاة على عاتقكم تجاه دينكم وأمتكم،واعملوا واجتهدوا فنهضة الأمة لن تقوم إلا على أكتافكم, ولتكن روح علي الاكبر عليه السلام معكم مشعلا ينير الدرب لكم ولكل الثوار والاحرار .