السيد محمد الطالقاني ||
لقد اوضحت السيدة زينب عليها السلام للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها فكانت الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الامام الحسين عليه السلام, فقد كان لها دورا أساسياً ورئيساً في واقعة الطف الاصلاحية وقد نجحت في دورها بعد واقعة كربلاء بسبب امتلاكها ذلك الرصيد القوي من البصيرة والوعي وتجارب المقاومة والمعاناة .
لقد واكبت السيدة زينب عليها السلام كل الاحداث التي عصفت بالامة الاسلامية بدءا من سلب الخلافة من ابيها واشعال نار فتنة السقيفة التي ادت الى الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وانتهاءا بكربلاء وفاجعتها الكبرى واستشهاد اخوتها واهل بيتها .
لذلك كان دور السيدة زينب عليها السلام بعد واقعة كربلاء هو تـحريك روح الثورة في نفوس الامة التي ابتليت بااكبر السرقات على مر التاريخ، وهي سرقة الحكم وسرقة ارادة الامة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم, فكان هدفها عليها السلام هو سلب الشرعية من هذه التجربة الإنحرافية , وهذه السرقة وإفهام الامة بان هولاء لايمثلون الاسلام الصحيح .
وكان تحديها للظالم في مجلسه بمثابة درس ترسمه للاجيال بعدم الركون الى الظالمين حتى في اقسى الظروف , فبرغم الالام والمعاناة التي رافقتها لكنها واجهت الطاغية الحاكم انذاك بالتحدي وجها لوجه امام اعوانه وشرطته وحمايته .
لقد أدت العقيلة زينب عليها السلام رسالتها على أكمل وجه في الكوفة والشام و بعد رجوعها إلى مدينة مجدّها حتى أنها أصبحت مصدر خطر كبير على السلطات الحاكمة انذاك , مما دفعهم إلى نفيها من بلدها ووضعها على مقربة من عاصمة الحكم الأموي لتكون تحت الرقابة المركزية المشددة, فكانت اول امرأة تنفى خارج بلدها لأسباب سياسية حتى قضت آخر سني حياتها الشريفة هناك وتدفن في جوار عاصمة الجور الأموي.
ان نهج الاحرار الذي اتبعته سيدتنا زينب عليها السلام في حربها على الاستكبار في داخل بيته ومقارعتها للظلم والظالمين في اقسى الظروف يجب ان يكون خارطة طريق لكل المتصدين والحاكمين في الساحة السياسية من اجل احقاق الحق ودحض الباطل .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha