حين يغفل الانسان عن امر ما ويسير مع السائرين تارة تماشيا مع الوضع العام، و اخرى خوفا من امر ما، وثالثة لجهله في ذلك الامر، ومهما كانت الاسباب فان استفحلت حالة التماشي هذه في مجتمع ما ستضرب تلك الحالة المفصل المختص به، ولعل التماشي والتغاضي والتغافل سيضرب صميم حياة ذلك المجتمع، فما بالكم باهم مفصل من مفاصل حياة المؤمنين، بل هو المفصل الفاصل بين الحق والباطل الفاصل بين الكفر والايمان، نعم ان سبب خروج امامنا سيد الشهداء(عليه السلام) هو تفشي التعاليم التي تحاول طمس الرسالة المحمدية الحقة وتزييف الوقائع، وتحريف السنن التي سنّها رسولنا الكريم (عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم)، نعم فامامنا خرج ليزيل الغبار الذي اعتلى على ديننا من خلال حكم الطغاة لبلاد المسلمين، وتماشي معظم الناس مع الاسف مع الوضع من الاغلبية دون اي رفض او اعتراض، فما خرج الامام الحسين(عليه السلام) الا ليُصلح ما افسده حكم الطاغية وسنَّ لهم سننًا تخالف السنّة الحقة حيث قال (عليه السلام)" لم اخرج اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي" نعم خروج الامام (عليه السلام) في ذلك الوقت ليس ضد الحاكم فقط، بل خروجه من اجل ان يصحي تلك العقول والقلوب التي ماتت او استميتت وتركت العزة والكرامة ولبست لباس الذل والاهانة، نعم خرج الامام (عليه السلام) ليقول لناس من اراد الخروج من ذل معصية الله الى عز طاعة الله، فليتقي الله. اي ان احد مصاديق العزة والاباء هي مصداق التقوى واقامة حدود الله وثورة الحسين(عليه السلام) كانت هي الفاصل بين الكرامة باقامة تعاليم دينه والذلة في التماشي مع قانون الطغاة فكما ضحى امامنا الحسين عليه السلام بالغالي والنفيس، علينا اليوم ان نبذل كل جهدنا ونتكاتف للوقوف بوجه الهجمات الشرسة، التي يشنها علينا اعداء الاسلام والمسلمين، اكمالا لما كان يبتغيه اسلافهم وهو ازالتنا عن طريق العز والكرامة طريق السمو بمقام الانسان الذي كرّمه الله افضل تكريم وحمّله اعظم رسالة، رسالة العز والاباء رسالة السمو والكمال، فعدونا اليوم هو عدو الحسين (عليه السلام) في الماضي وهو عدو امام زماننا المرتقب(عجل الله فرجه ) مع اختلاف الاسماء والازياء والاساليب، فنراه دائما يتجدد في افكاره واساليبه لكي يستطيع اغراء اكبر عدد ممكن من شبابنا، نعم شبابنا فهم الهدف الاول والاخير لانهم مازالوا لبنة طرية تكسب الجديد بسهولة وتنجذب الى التغيير المستمر والملفِت للانظار، ولكن هيهات من ان ينالوا ذلك مادام في قلوبنا حرارة حب الحسين (عليه السلام) لن ينالوا مبتغاهم ولن يبعدونا عن ديننا الذي ضحى من اجله اعظم اناس خلقوا على وجه هذه الارض، فاطمة وابوها وبعلها وبنوها، فلنتكاتف شيب وشباب اطفالا ونساء لمحاربة كل من يريد بنا وباسلامنا الذل والهوان، ولنحاربهم بصدهم والتصدي لهم، كلٌ من مكانه، فبعدم انجرافنا مع ما يبثوه لنا من اخلاقيات غربية وعادات تشين للاسلام والمسلمين، وترسيخ قيمنا الفاضلة في كل معتركات الحياة هي سهم يصيبهم في الصميم، واقتداءنا باهل العلم والمعرفة من علمائنا الاجلاء هي صعقة قاتلة تدمر مبتغاهم فلنكن اما مع الكرامة او مع الذلة، والفاصل بينهما هو نحر امامنا الحسين(عليه السلام) فمن كان مع الحسين فليجسد حب الحسين ولا يبتغي سوى الكرامة في طاعة الله، ومن كان ضد الحسين فلينجرف الى مستنقع الذل والهوان الابدي ،نعوذ بالله تعالى من ذلك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha