أمل هاني الياسري ||
إمرأة أسطورية، أدارت حرباً عالمية بين معسكرين، الحق والإصلاح بصرخاته المدوية، ضد الباطل والفساد بتهديداته الفارغة، فعاشت سيدة خالدة، على مر العصور وكر الدهور، قلبها ينهض بعالم الحرية، والعفاف، والكرامة رغم المصائب التي عاصرتها، أيام جدها، وأمها، وأبيها، وأخيها، عباءة بيضاء كريمة صبت عليها المحن، من قوم قتلوا أبن بنت نبيهم، فأسودت ألماً ووجعاً لفقدان أخيها المصلح، على يد رجال هُزل فقدوا ظلهم، بأجواء الفجور، والفسق، والطغيان، فباءوا بغضب من الرب، ومأواهم جهنم وبئس المصير.
تفاصيل معركة كلامية، كان للسيدة الحوراء الأنسية، زينب (عليها السلام) دور تأريخي عظيم، حيث سبقت بصوتها المنتصر الهادئ، صراخ الطاغية المهزوم، وأدبها المحمدي الفاطمي، الذي غلب وقاحة فاسق بني أمية، كما حطم تواضعها العلوي العجيب، غرور إبن الطلقاء الجبناء الجهلاء، وعلا صدقها القرآني الناطق، بوجه يزيد الكذاب الأشر، حيث قلبت الرأي العام في مجلسه عليه اللعنة، وقد أذهلت مَنْ كان حاضراً، مندهشاً من أقوال وفعال، هذه اللبوة العلوية الطاهرة، فحفظت القضية الحسينية الى يوم يبعثون!
ماذا عسانا أن نستذكر، في ليلة وفاة أم المصائب والأحزان، السيدة زينب (عليها السلام)، رحلة رؤوس ناضرة الى ربها ناظرة، والحوراء قائدة ركب الهاشميات العلويات، أبدعت في إمتلاكها لمواقف صلبة، وعقيدة راسخة، وقيادة محنكة، وتوكل مطلق على الباريء عزو وجل، فنقلت ملف كراماتهم ومواقفهم المشرفة، من الأرض الى السماء، لتعلن بيان النصر الأزلي، الذي أكدت فيه إنتصار الدم على السيف، وإستمرار ثورة الحرية والإصلاح، على الأستعباد والفساد، فأرعبت الطغاة، ورسخت مقولتها الخالدة: هيهات منا الذلة!
تواصل عاشورائي مستمر، بين السيدة الجليلة (عليها السلام)، بأنصارها في حياتها وبعد مماتها، إحياءً للقضية الكربلائية، ومظلومية أهل البيت (عليهم السلام)، وتحت قبتها الشريفة أعلنوها مدوية: نحن أبناؤك سندافع عنكِ، ونرسل أبناء الشيطان وتحت أي مسمى أموي، إرهابي، تكفيري، وهابي، الى الجحيم المستعر وسيصلون سعيراً، فلقد إستودعتِ فينا حب الثورة الحسينية المقدسة، حتى نطالب بثأره، مع صاحب الأمر والزمان، الحجة المهدي المنتظر، (أرواحنا لمقدمه الفداء)، وصرخنا: لبيكَ يا حسين لبيكِ يا زينب يا لثارات الحسين!
https://telegram.me/buratha