رماح عبد الله الساعدي ||
" أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي وَ لَا تَعْجَلُوا حَتَّى أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ لَكُمْ عَلَيَّ وَ حَتَّى أُعْذِرَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَعْطَيْتُمُونِي النَّصَفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ، وَ إِنْ لَمْ تُعْطُونِي النَّصَفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً، ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ
هل تعلمون هذا كلام مَنْ وموجه الى مَنْ ؟
قبل ان نتعرف على القائل فلندقق في الاسلوب كيف ان الكلام اتى من باب اعطاء الحق ، اي ان هناك حق للانسان على اخيه الانسان، هو حق النصيحة والارشاد مهما كان ذلك الانسان ولعله نجد في بعضنا من ينصح اخيه او صديقه ولو نادرا، اما هنا فنرى امامنا الحسين (عليه السلام) يقدم النصيحة والارشاد الى اعدائه الذين عدّو العدة لقتله هو وجميع اهل بيته،
نعم الكلام كان موجه من امامنا الامام الحسين (عليه السلام)الى اعداءه في واقعة كربلاء، وتحديدا قبل وقوع المعركة هل تتوقعون ذلك، اعداءٌ اجتمعوا على قتل الامام واهل بيته، وهو يبادلهم ذلك ويعد لهم مجموعة من المواعظ ويطلب منهم الانصات والاستماع له لسببين لا غير :
اولا : لان الامام يرى ان من حقهم عليه ان ينصحهم ويبين لهم الصواب كي لا تزل اقدامهم الى ما يؤدي بهم الى التهلكة وسوء العاقبة، فنراه يبين لهم انهم متوجهون لقتل حفيد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )وامامهم الذي عليهم اطاعته والذي ما خرج من بلدة جده جالبا معه عياله الا لنصرة المظلوم على الظالم واعلا لكلمة الحق على الباطل
وثانيا :- اسعادهم السعادة الابدية فيرشدهم ان في انصاتهم له وتصديقم لقوله والسير خلفه سينالون سعادة الدارين فهو لايريد لهم الهلاك.
سوال يطرح نفسه هل يوجد فينا نحن من يؤدي هذا الحق مع من حوله ؟وليس مع اعدائه هل نقوم بواجبنا لمن حولنا بتقديم النصيحة وازالة الغبار الذي يعتلي على عيون بعضنا ونحاول توضيح الصواب والارشاد الى طريق الحق هل تعلمون لو اننا عملنا بما عمله الامام( عليه السلام ) لتضحت اغلب الصور الغامضة وتصححت الافكار السلبية وما ضل منا احد عن طريق الصواب
https://telegram.me/buratha