حافظ آل بشارة ||
هناك ظاهرة تأريخية مذهلة اكبر واعمق من مفهوم الخلود والبقاء ، فيزيد قتل الامام الحسين (ع) وكل اهل بيته واصحابه (ع) ويفترض ان امره قد انتهى ، وكان قاتلوه اصحاب دولة وآلة حرب وخزائن اموال ويحكمون المشرق والمغرب.
لكن دولة بني أمية بجبروتها كانت مسكونة بفوبيا الحسين ، مسكونة بالخوف والهلع من اسم الحسين بعد ان قتلوه ، امبراطورية تملك كل اسباب القوة والجبروت يرعبها اسم الحسين بعد مقتله ، كانوا يخافونه لذلك قتلوه ، هاجمه جيش مؤلف من آلاف المقاتلين مع ان جنوده لا يزيد عددهم عن سبعين رجلا ! لكنهم بعد ان قتلوه ازداد خوفهم منه اصبحوا يرعبهم اسمه ، يخافون من قصيدة رثاء يكتبها شاعر موال للحسين ، اصبحوا يخافون حتى من صوت خطيب يذكر الحسين ، هذه الفوبيا الموروثة انتقلت من بني أمية الى بني العباس ، والى كل الممالك والامارات التي قامت على انقاض الدولة العباسية.
وفي عصرنا تحول اسم الحسين الذي يرعبهم الى دولة ترفع شعار الحسين (هيهات منا الذلة) واجتاحت موجة الخوف من ايران اروقة كل النواصب الجدد واصبحوا يلوذون بالصهاينة والصليبيين من شدة الرعب.
وفي العراق كان صدام حفرة يخاف حتى من الاعلام السوداء التي ترفع في عاشوراء ، يخاف حتى من قدور الهريس فيرسل جلاوزته ليقلبوها في الشارع ، يخاف من وقع اللطميات ، ويشعر كأنها دوي المدافع ، ولم يفارقه الخوف من اسم الحسين ، الدول تفنى والطغاة يرحلون والحسين باق اسمه يرعب الظالمين ، اليوم يستخدم النواصب كل وسيلة لطمس الشعائر الحسينية ، بقايا نظام صدام شعروا اليوم بالرعب القديم وهم يرون اعلام عاشوراء تخفق في شوارعهم ، عادت الفوبيا القديمة تقض مضاجعهم.
الطغاة الجدد وبقايا الطغاة السابقين والاحتلال وعملاؤه اصبحوا يعتقدون ان عدوهم هو الحسين (ع) لأن ثورته لا تموت ، ودمه لا يجف ، وانصاره يبادون في كل يوم لكنهم يتكاثرون فيزدادون عددا وعدة وعنادا ، اصبح الحسين معسكرا يسمى معسكر المقاومة ، وغدا سيكون اصاره وعشاقه منقذي العالم .
https://telegram.me/buratha