زيد الحسن ||
نقَّار الخشب يستعد لفصل الشتاء ،أولاً يجد شجرة ميتة ويبدأ في صنع ثقوب للبلوط، كل ثقب يصنع بشكل مدروس جداً، لأنه إذا كانت الحفرة كبيرة، يمكن للطيور الأخرى سرقة البلوط بسهولة، إذا ضاقت الحفرة، يمكن للجوز أن ينكسر و يتدهور ، بنهاية الصيف، تنتهي أعمال الترصيع التي يقوم بها نقار الخشب، وفي هذا الوقت تنضج البلوط وتأخد أماكنها في الشجرة.
شتاء على الابواب ، نعلم جيداً ما سنعاني ، ونعلم ايضاً استعدادات الحكومة ستكون حبراً على ورق ، وايضا ستكون فعاليات ( صورني يعطواني ) ، سنرى فديوات تعلن فيها امانة بغداد انها استعدت لموسم الشتاء ، وتزف بشراها هذه مع صورة للسيد المسؤول مرتدياً بدلة عمل لماعة.هل عاد جميع اهلنا النازحين الى ديارهم ، وهل هناك خيام مازالت منصوبة لنازحين في بلدهم ؟ نعم مازال هناك كل ما تتخيله من بؤس و شقاء في خيام ممزقة واجساد عارية لاطفال العراق ، نعم هناك نساء تعجن الدمع مع الحزن و تلوك القهر ،لما وصل اليه حالهم ، نعم هناك رجال شابت ذوائبهم حزنا وقهراً لقصر اياديهم ، والادهى والامر انهم لم يعد لديهم وطن ، لكن في جيوبهم شيء يبحث عنه السياسي ، في جيوبهم بطاقة الناخب ، نظيفة انيقة لم يعكر صفوا الوانها حر ولا برد ، وهي جاهزة لتعاود الكرة في ابقائهم في مناصبهم ، والبقاء على الناخب في خيام النازحين .
هل تحصنت سقوف مستشفياتنا والمجمعات الطبية ، واخذت الحسبان لامطار و برد قارس ربما سيعصف بشبابيك هذه الاماكن ، هل تم توفير الاغطية والادوات التي يحتاجها المرضى في شتائهم ، ام ان الاعتماد على هيتر كهربائي يحرق المشفى بمن فيه ؟ .
اعيروني انتباهكم ايها السادة ، لا احد يعلم كيف يدار هذا البلد ، الجميع مشغول بامر او قضية ، انهم منقسمون الانقسام كله ، وكل فريق بما لديه من دفوف يطبل عليها فرح ، والشعب في خبر كان .
من الواضح ان البعض اصبح طفيلي و يعيش على الازمات ، وان لم تكن هناك ازمة ،هو من يفتعلها وينفخ بها ، الى ان تصبح حديث الشارع ، نعم فلقد حرم علينا الهدوء و العيش بسلام ، حتى ان خلقهم للازمات فاق التصور ، البعض اصبحت ازماته احزمة ناسفة و تفجيرات ، و تصيد بالماء العكر ، والغريب و المدهش بالامر ان الجميع يعلم بكل هذه التفاصيل ، والجميع يعلم ان هناك من لايريد الخير لهذا البلد ، بل ينفذ اجندة اميركية واضحة و صريحة ، وايضا الجميع ملتزم الصمت ، ياعراق ياعراقيين اما يكفي ؟.
يمكن لجذع شجرة كبيرة أن يحمل حوالي 50,000 من ثمار البلوط، مما يسمح لطائر النقار بشتاء مرضي ،السؤال: من علمه وألهمه بأن يقوم بهذه الأعمال وأعطاه الأدوات والقدرة على قياس حجم الثقوب؟ إنه الله سبحانه الذي خلقه وعلمه ما يصلح لشؤون حياته .
اننا بحاجة لنقار خشب ، او بحاجة الى اشجار ، او بحاجة الى من يعرف الله حق معرفته ، ويدق رؤوس المسببين بدمار هذا البلد ، فلم نحصل على شيء سوى رؤية نقاري نعوش للعراقيين ،والامر متروك لكم على ما ستقررون.
https://telegram.me/buratha