المقالات

نقاري النعوش !!!

2019 2021-08-12

 

زيد الحسن ||

 

نقَّار الخشب يستعد لفصل الشتاء ،أولاً يجد شجرة ميتة ويبدأ في صنع ثقوب للبلوط، كل ثقب يصنع بشكل مدروس جداً، لأنه إذا كانت الحفرة كبيرة، يمكن للطيور الأخرى سرقة البلوط بسهولة، إذا ضاقت الحفرة، يمكن للجوز أن ينكسر و يتدهور ، بنهاية الصيف، تنتهي أعمال الترصيع التي يقوم بها نقار الخشب، وفي هذا الوقت تنضج البلوط وتأخد أماكنها في الشجرة.

شتاء على الابواب ، نعلم جيداً ما سنعاني ، ونعلم ايضاً استعدادات الحكومة ستكون حبراً على ورق ، وايضا ستكون فعاليات ( صورني يعطواني ) ، سنرى فديوات تعلن فيها امانة بغداد انها استعدت لموسم الشتاء ، وتزف بشراها هذه مع  صورة للسيد المسؤول مرتدياً بدلة عمل لماعة.هل عاد جميع اهلنا النازحين الى ديارهم ، وهل هناك خيام مازالت منصوبة لنازحين في بلدهم ؟ نعم مازال هناك كل ما تتخيله من بؤس و شقاء في خيام ممزقة واجساد عارية لاطفال العراق ، نعم هناك نساء تعجن الدمع مع الحزن و تلوك القهر ،لما وصل اليه حالهم ، نعم هناك رجال شابت ذوائبهم حزنا وقهراً لقصر اياديهم ، والادهى والامر انهم لم يعد لديهم وطن ، لكن في جيوبهم شيء يبحث عنه السياسي ، في جيوبهم بطاقة الناخب ، نظيفة انيقة لم يعكر صفوا الوانها حر ولا برد ، وهي جاهزة لتعاود الكرة في ابقائهم في مناصبهم ، والبقاء على الناخب في خيام النازحين .

هل تحصنت سقوف مستشفياتنا والمجمعات الطبية ، واخذت الحسبان لامطار و برد قارس ربما سيعصف بشبابيك هذه الاماكن ، هل تم توفير الاغطية والادوات التي يحتاجها المرضى في شتائهم ، ام ان الاعتماد على هيتر كهربائي يحرق المشفى بمن فيه ؟ .

اعيروني انتباهكم ايها السادة ، لا احد يعلم كيف يدار هذا البلد ، الجميع مشغول بامر او قضية ، انهم منقسمون الانقسام كله ، وكل فريق بما لديه من دفوف يطبل عليها فرح ، والشعب في خبر كان .

من الواضح ان البعض اصبح طفيلي و يعيش على الازمات ، وان لم تكن هناك ازمة ،هو من يفتعلها وينفخ بها ، الى ان تصبح حديث الشارع ، نعم فلقد حرم علينا الهدوء و العيش بسلام ، حتى ان خلقهم للازمات فاق التصور ، البعض اصبحت ازماته احزمة ناسفة و تفجيرات ، و تصيد بالماء العكر ، والغريب و المدهش بالامر ان الجميع يعلم بكل هذه التفاصيل ، والجميع يعلم ان هناك من لايريد الخير لهذا البلد ، بل ينفذ اجندة اميركية واضحة و صريحة ، وايضا الجميع ملتزم الصمت ، ياعراق ياعراقيين اما يكفي ؟.

يمكن لجذع شجرة كبيرة أن يحمل حوالي 50,000 من ثمار البلوط، مما يسمح لطائر النقار بشتاء مرضي ،السؤال: من علمه وألهمه بأن يقوم بهذه الأعمال وأعطاه الأدوات والقدرة على قياس حجم الثقوب؟ إنه الله سبحانه الذي خلقه وعلمه ما يصلح لشؤون حياته .

 اننا بحاجة لنقار خشب ، او بحاجة الى اشجار ، او بحاجة الى من يعرف الله حق معرفته ، ويدق رؤوس المسببين بدمار هذا البلد ، فلم نحصل على شيء سوى رؤية نقاري نعوش للعراقيين ،والامر متروك لكم على ما ستقررون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك