حافظ آل بشارة ||
مازالت القوى المشاركة في العملية السياسية منذ 2003 وحتى الآن تتلقى يوميا نصيبها من الشتائم والتسقيط ، وفي كل يوم يجري نثر الشتائم في كل مكان من قبل كل الناس على اختلاف مكوناتهم مع انفعالات هائلة تصل الى حد ركل الجدران او البصاق في الهواء ، او تمزيق الملابس ، هذه الشتائم العراقية الساخنة لم تتوقف ، وهي تستهدف الحاكمين بطريقة اجمالية لتشمل حتى النزهاء ، حيث لم توجه الشتائم الى اشخاص محددين بوصفهم سراقا ونهابين ، ولكن في الوقت نفسه لم توقف تلك الشتائم عجلة الفساد المالي المذهل ، وكأن الشتائم الجماهيرية تغذيه وتنعشه ، السراق طوروا اساليبهم ونشأ جيل جديد منهم أشد ضراوة وذكاء ، واصبح فن النهب والاختلاس من الفنون المحترمة ، وينطوي على فصول متتالية فهناك النهب بأحد الاساليب الشهيرة ، تليه عملية تبييض الاموال وتهريبها او تسجيلها باسماء مقربين لافراغ الذمة !
صحيح ان الفساد في ادارة الدولة رافقه الفشل الشامل ، ولا يمكن للفساد والفشل ان يفترقا ، والسؤال المهم الذي يخطر على البال في هذا الصدد : هل ان ساسة البلد واغلبيتهم الفاسدة وحدهم مسؤولون عما حل بالعراق من خراب ام ان لهم شريكا او حاضنة او ملجأ؟ والجواب : ان الشاتمين والباصقين لا يرون سوى الدمى المتحركة ولا يرون من يحركها ، ولو كانوا واعين لابصروا محرك الدمى الذي يختفي وراء الستار ، لو كانوا واعين لابصروا الخيوط التي تحرك تلك الدمى ، الشعب مسكين لأنه مسروق الحقوق ، ومسكين لأنه يشتم الدمى ويترك المحركين ، ومسكين لأنه كلما ازداد وابل الشتائم ازدادت حدة الفساد ، وتصاعدت ارقام الموازنات التي ذهبت الى جيوب تلك الدمى ، اقتراب الانتخابات ادى الى غزارة نثار الشتائم حتى وصل رذاذها الى وجوه أناس خيرين ، اصبح الخيرون مستهدفين من قبل الجمهور الذي يضعهم في خانة الفاسدين ، ومستهدفين من قبل الفاسدين الكبار لأنهم عدو حقيقي ، بينما بقي محرك الدمى قابعا تحت سقف كوخه لا يذكره احد بسوء خوفا او جهلا او لاسباب اخرى والله اعلم .
https://telegram.me/buratha