المقالات

دعاة التأجيل وغياب البديل

1389 2021-08-09

 

حافظ آل بشارة ||

 

لم يسكت ذلك الصوت المدوي الذي يدعو الى تأجيل الانتخابات منذ اشهر ، ولم تتغير الجمل الاعلامية التي يرددها بصيغ مختلفة حول هذا الموضوع ، هم يقولون ان الانتخابات سيتم تزويرها ، ويقولون ان القوى التقليدية ستبقى في الواجهة ، ويقولون ان الملفات الشائكة اصبحت عصية على الحل ولن تعالجها السلطات التي ستسفر عنها الانتخابات المقبلة ، ويقولون ان هذه الحقائق تدعو الى عدم التعويل على الانتخابات ، وتجعلها ليست ذات قيمة ، اذن فالخيار الافضل مقاطعتها ، او تأجيلها ! ولم يقولوا ان الخيار الافضل الاشتراك في الانتخابات وانتخاب الاصلح .

لو كان رفض هذه الانتخابات موقفا عابرا يخص قضية جزئية لأمكن هضمه وتمريره ، لكن القضية اكثر حساسية ، فهذا الرفض سيجعل النهج الديمقراطي هو المستهدف لحداثة عهد العراق به ، ولكثرة الاختراقات وحالات التزوير السابقة ، حتى ان الديمقراطية اصبحت في نظر البعض هي السبب في مآسي العراق المستمرة وان الحل هو حكم الطواغيت ، وهذه مغالطة واضحة البطلان ، وحتى اذا قرر الناقد لهذه الدعوات احسان الظن وحملها على محمل حسن ، فمن المنطقي ان يطالب اصحاب هذه الدعوة الى تقديم بديل ، هؤلاء المناهضون للانتخابات ما هو بديلهم للحكم والسلطة وادارة شؤون المجتمع ، هل ان البديل هو العودة الدكتاتورية ؟ ، ام هو تفجير الفوضى والدخول الى نفق مظلم لا يعرف احدا نهايته ؟ ، ام هي دعوة موجهة الى كل دول العالم لكي تتدخل في شؤون العراق ؟ ، اذا كان دعاة المقاطعة والتأجيل يفعلون ذلك بسبب شعورهم باليأس من تجربة الاعوام السابقة فعليهم اعادة حساباتهم ، والنظر الى اجراء الانتخابات على انه يمثل استمرار التجربة الديمقراطية التي مازالت متعثرة ، ومازالت تعاني من امراض خطيرة لكنها حتما ستتعافى ذات يوم ، وتكون الاداة الاصلاحية الاكثر فعالية لتصحيح وضع البلاد والعباد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك