عدنان جواد ||
في الدول المتقدمة، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، هناك مراكز دراسات وابحاث ومعاهد للتخطيط الاستراتيجي، في كافة الجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية، وهناك خطط ترسم للدول المستهدفة، وهذه الخطط تقسم الى ا و ب و ج، ، فعندما تفشل الخطة ألف يتحول العمل على الخطة باْ.
وهكذا وبعد ما أثبت محور المقاومة من قوة وترابط، ووحدة في القرار والتمسك بالقيم والعقيدة الراسخة، افشلت مخططات من القصير إلى نبل والزهراء في سوريا، إلى إسقاط الموصل والانبار وصلاح الدين في العراق، إلى رضوخ العرب واستسلامهم، بحيث أصبح الحديث عن مقاومة اسرائيل بأنه وهم ولايمكن الوصول إلى القوة التي تمتلكها اسراىيل، وهذا ضرب من الجنون، لكن هذا المحور المجنون حسب عرف الجبناء الخانعين، وهي كانت تضرب أي دولة تريد ضربها فقد ضربت المفاعل النووي في العراق في السبعينات وبقت من دون رد، وفرضت شروطها على مصر والاردن،لكن ومنذ 15 سنة فالمقاومة هي من تفرض قواعد الاشتباك، وقوة الردع بحيث أن اسرائيل قبل أن تقدم على أي عمل عسكري تفكر بالعواقب والخسائر التي سوف تتلقاها من صواريخ المقاومة وقدراتها العسكرية المتصاعدة يوماً بعد يوم، فافشلت المخططات في العراق وسوريا واليمن.
لذلك التجات أمريكا واسراىيل إلى أسلوب جديد وهو استهداف البيئة الحاضنة للمقاومة في تلك الدول، فحاربت ايران اقتصاديا ومنذ 40 سنة ، وأن ايران تصرف اموالها على سوريا ولبنان وفلسطين واليمن وتاركه شعبها يعاني، لتحرض شعبها على حكومته ولتحد من قدرتها الصناعية والعسكرية لكنها استطاعت اللحاق بالدول المتقدمة وخاصة في الصناعات الحربية، وصواريخ عين الأسد خير دليل، فحركت السعودية والامارات وبعض العملاء لخلق القلاقل في داخل ايران من خلال تظاهرات مطلبية، تستغل حاجة الناس وتوفير الخدمات، لكن الشعب الايراني واعي وقيادته حكيمة افشلت جميع المؤامرات، وتحاول وحاولت مع شعبية حزب الله في لبنان بعد الحصار وانهيار الليرة اللبنانية، ورمي اللوم في لبنان على حزب الله وانه السبب في انفجار مرفا بيروت، وهو من يقف حجر عثرة في عدم مساعدة الغرب وأمريكا والسعودية للبنان، ففي الداخل تحريض الناس وفي الخارج الحصار.
وقد جربت اسرائيل قصف حدود لبنان في اليومين الماضيين فرد حزب الله بالمثل، فاثبتت الأحداث عكس التوقعات، أما في العراق فإن الاستهداف واضح للحشد الشعبي بتحريض الناس عليه وخاصة في بيئته الوسط والجنوب، نتيجة لفساد الطبقة السياسية الحاكمة التي تركت الناس تعاني العوز ونقص الخدمات، والتخلف في كل شيء، في حين هي قد زادت أموالها من أموال الشعب وحقوقة واستحقاقاته، فاندلعت التظاهرات المطلبية ركبت موجتها سفارات دول تحكمت بمسارها، فاخذت تتحكم بناشطيها، وبعد أن كانت الناس تدين للحشد في الامن والامان، صار عميل وذيل، فيقتل قادته يفرحون ويرقصون، وتضرب المقرات يسكت الجميع والبعض يخبر عن مكان تواجدها، البيئة الحاضنة مهمة ، الجميع يتذكر كيف دخل داعش وكيف تم استقبال افراده وكيف تم طرد الجيش من الموصل من قبل أهل الموصل نتيجة الشحن الطاىفي والسياسي والتدخل الدولي، واهانة جنوده واخذ سلاحهم من قبل جماعة مسعود البرزاني،
لذلك يجب العمل على البيئة الحاضنة والاهتمام بها، وخدمة ابنائها وتقديم العون والخدمة، واستبدال الفاسدين باناس همهم الأول خدمة الناس والحفاظ على حقوقهم واهدافهم واحلامهم وطموحاتهم، وتطوير مدنهم وصناعتهم وزراعتهم، وبقاءهم على هذا الحال فيه خطر كبير على محور المقاومة، فالاموال والتضليل الاعلامي وتحريض الشباب سوف تحيل الأصدقاء إلى اعداء.
https://telegram.me/buratha