المقالات

المطلوب انتخابات توحد الوطنيين

1197 2021-08-06

 

حافظ آل بشارة ||

 

الانتخابات توحي دائما للشعب بأن جميع السلطات القائمة سوف تتغير ، وسوف تقود النخبة الجديدة المنتخبة البلاد اربع سنوات ، فتصلح ما فسد من الامور وتكمل نواقص التجربة الديمقراطية ، وسوف ينفذ التحالف او الحزب الفائز رؤيته في ادارة الدولة ، وعادة تتنافس الاحزاب في تقديم البرنامج الافضل لخدمة الشعب ، فالحزب الذي يريد كسب الجمهور يجب ان يتبنى مطالبه ، فالجمهور له مطالب والاحزاب لديها رؤية مطلبية ايضا ، وكل هذا يجري في البلدان المستقلة التي تملك قرارها وتحكم نفسها وتفكر بمصالح شعبها ، اما البلد المحتل فالامور فيه كلها تجري بشكل آخر ، لأن فقدان السيادة والاستقلال وحرية القرار يجعل البلد تابعا ومقيدا ، والمحتل هو صاحب القرار ويفكر بمصالحه قبل التفكير بمصالح البلد الواقع في قبضته ، فالدول الكبرى عندما تحتل بلدا تريده ان يبقى ضعيفا سياسيا وامنيا واقتصاديا ، وتريده ان يفقد هويته الثقافية ويقلد ثقافة البلد المحتل ، وكل الذي يريده المحتلون في النهاية منع ظهور جيل مقاوم في البلد ينادي بالتحرير وهذا مطلب اساس .

اذن ماهو هدف الانتخابات التي تجري برعاية الاحتلال ؟ اذا كانت التنمية الشاملة ممنوعة والبناء والاعمار والاستثمار ممنوعا ليس بقانون او بأمر بل ممنوع عن طريق رعاية الفساد وتسليم الادارة بأيدي الفاسدين ،  يجب ان يبقى بلا بنى تحتية ولاخدمات . ان هناك سببا واحدا يجعل الناس يتفاعلون مع الانتخابات التي تجرى برعاية الاحتلال ، وهو شعورهم بالأمل بأن يدخل الشرفاء في الانتخابات ويصبحوا جزء من البرلمان والحكومة ويعملوا لأجل شعبهم ، وشعورهم بالأمل بأن القوى المجاهدة الشريفة تدخل بقوة وتتعاون من اجل ادارة شؤون شعبها مع وجود الهيمنة الاجنبية ، ولا يستطيع الاحتلال استخدام ادواته للتخريب اذا استطاعت القوى الوطنية المخلصة ان توحد صفها وتشكل جبهة وطنية للمقاومة السياسية فيكون الاحتلال مجبرا على احترامها والنزول عند رغباتها ، بامكان القوى المخلصة الفائزة في الانتخابات ان تشكل الحكومة وتوفر اغلبية في البرلمان ، وتفرض خياراتها على الاحتلال ، لكن لنكن واقعيين هل توجد قوى وطنية في العراق حاولت لغاية الآن ان تشكل جبهة سياسية تهدف الى اعادة بناء الدولة وفرض هيبتها والعمل بالقانون والاهتمام بالشعب وقضاياه ؟ نعم يوجد مخلصون نزهاء اكفاء واصحاب تأريخ وآخرون افرزتهم الانتخابات السابقة ، وكانوا حاضرين في الساحة لدورات عديدة وان كانوا قلة لكنهم كانوا غير منظمين سياسيا ، ولم يحاولوا ان يوحدوا صفهم ويعملوا كحزب او تيار مطلبي له الياته ، وكانوا يتعرضون للتهديدات العلنية والسرية لذا كان دورهم محدودا .

اذا كانت الانتخابات المقبلة مثل سابقاتها في طريقة الاجراء والنتائج وطريقة تشكيل الحكومة والتوافقات والمحاصصة فلن يتغير شيء ، وسوف ترحل كل المشاكل والمعضلات السابقة الى الدورة المقبلة بتفاصيلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك